أثارت حادثة ذبح شاب لوالده العجوز بالسكين بمركز الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، غضب وحزن المواطنين بل وحيرتهم أيضًا، باتوا لا يعرفون هل يتعاطفون مع القتيل العجوز الذي راح بذبحة سكين ويكيلون الغضب لولده والانتقام منه أم يتعاطفون مع الشاب الذي قتل والده وحاول قتل نفسه وجلس يبكي بجوار جثة أبيه لا حول به ولا قوة، فالجاني هنا مريض نفسي انتابته حالة من الهياج – حسب التحريات الأولية وشهادة شقيقه – جعلته يأتي بالسكين ويقدم على ذبح والده ليصيبه بجرح قطعي في الرقبة.
تفاصيل الحادثة بدأت بتلقى اللواء فخر الدين العربي، مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مستشفى الخانكة، يفيد بوصول «محمد.ع.ع» 60 سنة موظف بالمعاش، مقيم دائرة بندر قسم الخانكة، جثة هامدة إثر إصابته بجرح قطعى بالرقبة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 281 لسنة 2021 إدارى قسم شرطة الخانكة، وتم التحفظ على المتهم وإحالته إلى النيابة العامة لتحقيق معه.
هذه الحادثة وغيرها من الجرائم المشابهة تحدث غالبًا بسبب غياب ثقافة المرض النفسي لدى المواطنين، والجهل بالتعامل معه، وبحسب أراء الطب النفسي، توجد العديد من الأعراض والمظاهر الدالة على معاناة احد أفراد الأسرة من تبعات المرض النفسي تعرف من خلال التغيرات الحادة في السلوك، سواء بزيادة أو قلة النشاط أو تغير في العلاقات الاجتماعية بشكل مفاجئ.
ومن بين مظاهر المرض النفسي، الابتعاد عن المجتمع والأسرة واختيار العزلة الدائمة، الإهمال في النظافة الشخصية، عدم المشاركة في تناول وجبات الطعام مع الأسرة، الأكل أو النوم سواء بالزيادة أو النقصان، الدخول إلى دورة المياه والبقاء فترة طويلة داخلها دون سبب واضح، العصبية الزائدة والغضب لأقل سبب.
وصرح الدكتور جمال فرويز، الطبيب النفسي المعروف، في وقت سابق لوسائل اعلامية، أن هناك 6 أمراض نفسية يجب على المجتمع الحذر منها، لأنها تكون بداية لمدخل جرائم القتل، الأول هو «الاضطراب التشككي» وفيه يقتنع المريض بضلالات تشككية فقط تجاه شخص ما ويكون عنده خطة وتنظيم وترتيب للقتل، والثاني هو «الفصام التشككي» وفيه يقتنع المريض بضلالات تشككية أيضا يضاف لها هلاوس، ويكون عنده خطة وترتيب للقتل أيضًا.
وأشار إلى أن المرض الثالث هو «الهوس»، وفيه يمكن أن يرتكب المريض جريمة قتل لكن بشرط أن يصاب بحالة الهياج الملازمة للمرض، والرابع هو «الاكتئاب» حيث إنه مع الاكتئاب الشديد يصل إلى مرحلة ما يسمى بـ«الاكتئاب السوداوي» وفيه يقتل المريض كل من يحبهم ويخاف عليهم في الدنيا ثم يقدم على الانتحار.
وأكد أن المرض الخامس هو "الصرع"، وفيه يمكن أن يرتكب المريض جريمة قتل لكن بشرط أن يصاب بـ«النوبة» الملازمة للمرض، فيما يكون المرض السادس «الوسواس القهري»، حيث إن أخطر مرحلة يشملها هي الوصول إلى «الومضية»، ويتم الوصول إلى تلك الحالة في عدم تلقي العلاج وفيها تسيطر فكرة ما على المريض بأن شخصا ما سيقتله أو سيتعبه أو سوف يؤذيه ويجب التخلص منه.
وينصح الأطباء النفسيين بأهمية دور الأسرة في ملاحظة هذه الأعراض والتصرفات حال ظهورها على أي فرد منها ، وأن تبدأ في اتخاذ المسار الصحيح بعرض من يعاني من تلك السلوكيات على طبيب نفسي بأسرع وقت حتى يمكن تفادي الوقوع في مضاعفات.
وقد تبين أن غياب الثقافة النفسية لدى قطاع كبير للغاية بالمجتمع المصري، يلجأ دون وعي منه إلى عرض المريض على "المشايخ" ظنًا منهم أنه يعاني "نظرة أو حسد"، وبعد تفاقم الوضع يتم الاستنجاد بالطب النفسي بعد أن يصبح المرض مزمنًا، ووقتها يتم التدخل الطبي لتحسين حالته نوعًا ما، نظرًا لصعوبة الشفاء التام.
Content created and supplied by: 20_MaZZoO (via Opera News )
تعليقات