مقاومة الإنسولين يمكن أن تتراوح تأثيراتها من معتدلة إلى مهددة للحياة. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الإنسولين وأعراض مقاومة الإنسولين، وأفضل الطرق لتقليل مقاومة الإنسولين بشكل طبيعي، وتحسين حساسية الإنسولين.
لذا، يُوصَى بشدة بإجراء تغييرات في نمط الحياة، وبالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تكون هذه التغييرات فعّالة بدرجة كافية؛ بحيث لا تكون هناك حاجة إلى أية أدوية. تشمل التغييرات في نمط الحياة: تغيير نظامك الغذائي، وفقدان الوزن، وإضافة الأعشاب، والمكملات الغذائية إلى روتينك اليومي، وبدء أو تعديل عادات التمرين.
1- التغييرات في النظام الغذائي
نظرًا لأن مقاومة الإنسولين والسمنة غالبًا ما تتعايشان بل وتُفاقمان بعضهما البعض، يمكن أن يكون فقدان الوزن خطوة أولى مهمة جداً؛ لتحسين حساسية الإنسولين في الجسم؛ وبالتالي علاج مقاومة الخلايا لدخول الإنسولين. نظرًا لأن الزيادة في الأنسجة الدهنية الحشوية، مرتبطة بالدهون الزائدة في الكبد، وزيادة الالتهاب ـ وهما سببان أساسيان لمقاومة الإنسولين ـ؛ فإن الحفاظ على وزن صحي يُعد أمراً بالغ الأهمية في تحسين حساسية الإنسولين لديك.
أما في حالة كان وزنك صحيًا بالفعل، فإن التحول عن نظام غذائي غني بالكربوهيدرات والسكر، يمكن أن يقلل من مقاومة الإنسولين. لأنك عندما نتناول وجبات غذائية عالية الكربوهيدرات لفترة طويلة من الزمن، فإنه يخلق طلبًا شبه ثابت على الجسم لإنتاج الإنسولين لنقل الجلوكوز من الدم؛ مما يؤدي إلى انخفاض حساسية الإنسولين.
لذا، فإن التحول إلى نظام غذائي يركز على البروتينات والدهون والخضروات الصحية، يمكن أن يساعد في تخفيف بعض هذا الطلب الزائد على إنتاج الإنسولين، وبالتالي خلق المزيد من التوازن في جسمك. جديرٌ بالذكر هنا، أن بعض الدراسات توصلت إلى أن النظام الغذائي "الكيتوني" يمكن أن يكون أكثر فعالية بثلاث مرات في إنقاص الوزن، والحفاظ على مستويات السكر في الدم الصحية؛ مما قد يؤدي إلى تحسن كبير في مقاومة الإنسولين والأعراض المصاحبة له.
2- الأحماض الدهنية أوميجا 3
جانب آخر من جوانب اتباع نظام غذائي للتحكم في مقاومة الإنسولين، هو مكافحة الالتهابات الشائعة. الدهون الغذائية عامةً ـ وخاصة أحماض أوميجا 3 الدهنية ـ لديها القدرة على زيادة حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات. تعتبر الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون الصحية مثل أوميجا 3 ـ مثل النظام الغذائي "الكيتوني" المذكور أعلاه ـ مناسبة جداً لمرضى السكري؛ لأنها توفر غالبًا المزيد من الشبع، وبالتالي يسهل الالتزام بها بمرور الوقت، وذلك مقارنةً بالأنظمة منخفضة السعرات الحرارية أو قليلة الدسم. كما تعتبر مكملات زيت السمك من الأحماض الدهنية أوميجا 3، طريقة رائعة للحصول على أحماض أوميجا 3، بالإضافة إلى تناول الأسماك الدهنية، والمكسرات، والبذور، والزيوت النباتية.
3- مركبات "البوليفينول"
"البوليفينول" عبارة عن مغذيات دقيقة، من المعروف أنها تساعد في مقاومة الإنسولين، وفقدان الوزن، وإدارة مرض السكري، وأمراض التمثيل الغذائي عموماً، وحتى أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى. الأطعمة، مثل الشاي الأخضر والكاكاو والحمضيات غنية بالبوليفينول، ويمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض. فمثلاً، أظهرت الدراسات أن استهلاك الشاي الأخضر، يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2. أما الحمضيات، فيمكن أن تقلل الالتهابات، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية. وبالنسبة للكاكاو فهو يحسن كثيراً من مقاومة الإنسولين، ويعالج ارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
4- الألياف
من المعروف منذ فترة طويلة أن الألياف صديقة لمن يتبع نظامًا غذائيًا؛ لأنها يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالشبع لفترة أطول؛ وبالتالي تؤخر إفراغ المعدة. في حين أنها قد تساعد في إنقاص الوزن، الذي قد يكون أمراً ضروريًا لزيادة حساسية الإنسولين لدى البعض، إلا أنه يساعد بشكلٍ مباشر أيضًا على التحكم في استجابة نسبة السكر في الدم، والإنسولين لدى مرضى السكري. كما يرتبط النظام الغذائي الصحي الذي يحتوي على كمية عالية من الألياف أيضًا، بتقليل مستويات الالتهاب منخفض الدرجة في جميع أنحاء الجسم؛ مما يجعل الألياف خيارًا رائعًا لزيادة حساسية الإنسولين.
5- الأعشاب
تم استخدام العديد من الأعشاب لعدة قرون في الطب الشرقي لعلاج مقاومة الإنسولين، ويُوصَى بها بشكل أكثر شيوعًا كخيارات علاج محتملة من قبل الطب الغربي أيضًا. لا يمكن للأعشاب والمكملات المذكورة أدناه تعزيز حساسية الإنسولين، وخفض سكر الدم بعد الوجبة مباشرةً فحسب، بل يمكنها أيضًا تحسين التمثيل الغذائي للدهون في الدم بشكل عام، وضغط الدم، وبالتالي تحسين وزن الجسم الكلي. تشمل الأعشاب التي يمكن الوصول إليها على نطاق واسع، والتي يمكن إضافتها بسهولة إلى وجباتك، مثل القرفة، والحلبة، والجينسنج، والكركم، والزنجبيل، والكمون، وغيرهم.
6- مركبات "البروبيوتيك"
يمكن أن تعزز مركبات "البروبيوتيك" صحة الأمعاء العامة، وجهاز المناعة، وحتى الصحة العقلية، وتمتد آثارها الإيجابية إلى مستويات الإنسولين أيضاً. أظهرت الدراسات أن تلك المركبات يمكن أن تسبب زيادة كبيرة في حساسية الإنسولين، وتحسين مستويات الجلوكوز، والإنسولين أثناء الصيام، وذلك من خلال زيادة امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم إلى الجسم. كما قد تفيد مكملات البروبيوتيك في الالتهابات، وتخزين الدهون في الكبد، وكلاهما يرتبط بمقاومة الإنسولين. لعل أكثر المصادر الطبيعية احتواءً على مركبات "البروبيوتيك" هي الزبادي، والمخللات، وجميع الأطعمة المخمرة عموماً.
7- الفيتامينات والمعادن
يعمل كل من الكروم والبيوتين والفاناديوم وفيتامين د، على ضبط مستويات السكر والإنسولين في الدم. فمثلاً، يساعد الكروم على استقلاب الكربوهيدرات والدهون، وعند إضافته بانتظام إلى نظامك الغذائي كمكمل غذائي، يمكن أن يكون له تأثير مفيد على مستويات الجلوكوز والإنسولين وحتى الكوليسترول. من المعروف أيضاً، أن البيوتين يساعد الجلد والأظافر والشعر، من خلال المساعدة في تحويل العناصر الغذائية إلى طاقة يمكن للجسم استخدامها. وفي الدراسات التي أجريت على مرضى السكري، أدى البيوتين أيضًا إلى تحسين التمثيل الغذائي للجلوكوز والدهون. أما معدن الفاناديوم، فيمكنه استعادة مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم إلى مستويات صحية، وكذلك تقليل كمية الإنسولين المطلوبة لتسهيل امتصاص الجلوكوز المناسب، والمعروف أيضًا باسم زيادة حساسية الإنسولين.
ولكن بعد كل هذا، كيف يعمل الإنسولين؟
بعد تناول الطعام، الجسم يهضم الكربوهيدرات؛ وبالتالي يزداد مستوى الجلوكوز في مجرى الدم. للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، ينتج البنكرياس ويطلق هرمونًا يُسمى الإنسولين. الإنسولين هذا يرافق الجلوكوز من الدم إلى العضلات والدهون وخلايا الكبد؛ لاستخدامها كطاقة. وبسبب العديد من أنماط الحياة أو الظروف الوراثية، قد يبدأ جسمك في مقاومة الإنسولين؛ مما يمنع امتصاص الجلوكوز الطبيعي في نهاية المطاف. بكل تأكيد، هذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
يمكن أن تؤدي مقاومة الإنسولين المزمنة، وارتفاع نسبة السكر في الدم، إلى الشيخوخة المبكرة، والسكري، والسمنة، وأمراض القلب التاجية، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وحتى مرض الزهايمر. أضف إلى كل ما سبق ذكره، يمكن أن تسبب مقاومة الإنسولين الأعراض التالية، والتي يمكن أن تتداخل بشكل كبير مع حياتك اليومية:
- الجوع الشديد أو العطش.
- كثرة التبول.
- الجفاف عموماً، وجفاف الفم خصوصاص.
- وخز وتنميل في اليدين والقدمين.
- الإعياء العام.
- صداع الرأس المستمر.
- الرؤية المشوشة.
يُعتقد أيضاً أن الدهون الزائدة، خاصةً في البطن والبنكرياس والكبد، وانخفاض مستويات النشاط، والالتهاب المزمن الناجم عن السمنة؛ يساهم في ضعف إشارات الإنسولين.
لذلك، إذا كان لديك أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فحاول تغيير نمط حياتك، من خلال ما سبق ذكره من الأنظمة الغذائية، والمكملات الغذائية، وتغييرات نمط الحياة المتاحة. إنه لمن دواعي سرورنا حقاً مساعدتك في إحداث تغييرات فعّالة، من شأنها أن توفر لك صحة حقيقية.
Content created and supplied by: ِAL7ADARY (via Opera News )
تعليقات