بالرغم من احتواء جسم الإنسان بشكلٍ طبيعي على السكر، أو الجلوكوز في الدم، إلا أنه قد يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم، إلى بعض المشاكل الصحية الخطيرة؛ حيث تعطي الكمية المناسبة من السكر في الدم الطاقة اللازمة لخلايا وأعضاء الجسم. لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون خطيرًا جداً، وفي الحالات الأسوأ يسبب مرض السكري وأمراض القلب والفشل الكلوي وغير ذلك. ولكن لحسن الحظ، هناك دراسة حديثة أكدت أن القرفة ـ بجرعات كبيرة بمرور الوقت ـ يمكن أن تساعد في تحسين إجراءات التحكم في نسبة السكر في الدم.
أُجريت تلك الدراسة، في كلٍ من مركز "جوسلين للسكري" في بوسطن، ومركز "التجارب السريرية للطب الكوري" في سول، وشارك فيها 51 مشاركًا من كلا البلدين. تلقى نصفهم مكملًا يحتوي على 500 ملليجرام من القرفة ثلاث مرات يوميًا ولمدة 12 أسبوعًا، بينما تلقى النصف الآخر دواءً آخر لا يحتوى عليها.
بعد 6 أسابيع، أبلغ جميع الأشخاص عن تسجيل الوصول لنصف التجربة، ولم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات. بينما في تسجيل الوصول لمدة 12 أسبوعًا ـ نهاية التجربة ـ؛ أظهر المرضى الذين تناولوا مكمل القرفة، تحسيناتٍ كبيرة في تدابير التحكم في نسبة السكر في الدم.
ما تفعله القرفة في الأساس، هو إما تقليد تأثيرات الإنسولين، وزيادة نقل الجلوكوز إلى الخلايا، أو زيادة حساسية الإنسولين؛ وبالتالي جعلها أكثر فعالية في نقل الجلوكوز. تدعم نتائج الدراسة الحالية أدلة مماثلة من دراسة سابقة، وجدت أيضاً أن تناول جرعات كبيرة من القرفة، وعلى مدى عدة أشهر؛ مرتبط بمستويات السكر في الدم المستقرة، مع عدم وجود آثار جانبية واضحة، خاصةً لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
يُعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا؛ حيث يصيب ما يصل إلى 460 مليون بالغ حول العالم. أضف إلى ذلك ـ وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ـ يعاني حوالي 1 من كل 3 بالغين في العالم من حالة تسمى مرض السكري؛ حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري من النوع 2. ولكنها إذا تُركت دون رادع ودون علاج، فمن المرجح أن تتطور مقدمات السكري وتصبح مرض السكري.
كان الغرض من التحقيق في إمكانات القرفة، هو إيجاد علاج آمن وطويل الأمد وميسور التكلفة؛ لمنع مقدمات السكري من التحول إلى مرض أكثر خطورة. بالطبع، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة، ولكن إذا استمرت القرفة في إثبات فائدتها، فقد تكون بديلاً بسيطًا، ويمكن الوصول إليه عن علاجات مرض السكري الأخرى، باهظة الثمن أو المصحوبة بالعديد من الآثار الجانبية.
للقرفة العديد من الفوائد الصحية الأخرى، ولكن إذا كنت مهتمًا بتناول القرفة كمكمل غذائي؛ فمن الأفضل استشارة طبيبك أولاً. وما لم يكن لديك تلفٌ في الكبد، فلا بأس من الاستمتاع بالقرفة في طعامك، والاستفادة من خصائصها الصحية.
Content created and supplied by: ِAL7ADARY (via Opera News )
تعليقات