البول هو أحد السوائل داخل جسم الانسان ينتج كفضلات الجسم من الماء والسوائل، وهو سائل سام تنتجه الكليتين تحديداً نتيجة عملية تنقية الدم المار بهما، ويتخلص الجسم من كميات البول الزائدة من خلال العملية المعروفة بالتبول "تفريغ المثانة" حيث يتم تجميع بواقي السوائل من الدم في الكلية وتنتقل لتتجمع في المثانة إلى أن تُنذر المثانة المُخ بضرورة اخراج البول فيحدث التبول.
ويحتوي البول على مكونات عديدة من البلازما ولكنه يحتوي على نسب منخفضة جدا من البروتينات والدهون، كما أن البول يخلو تماماً من خلايا الدم الحمراء، وحين يحتوي على خلايا دم حمراء فيكتسب لوناً أحمر، وهو يعني بالتأكيد وجود خللاً ما في الجهاز البولي.
أما عن لون البول فمن الطبيعي أن يكون أصفر فاتح، ويتراوح عادة بين اللون الشاحب والداكن اعتماداً على كمية الماء التي يتناولها الانسان يومياً، وفي بعض الحالات قد يتبول الشخص بولاً برتقالي اللون أو أحمر أو أحمر داكن، وهو ما يشير إلى احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، فماذا يعني تحول لون البول إلى اللون الأحمر؟
سبب احمرار البول
على الرغم من أن تحول لون البول إلى اللون الأحمر قد يسبب قلق للشخص المصاب، إلا انه قد لا يكون خطراً بالضرورة، فهناك عدة أسباب مختلفة قد تحول لون البول إلى الأحمر فما السبب في ذلك ومتى يكون لون البول الدموي خطراً؟
ومن العوامل التي تتسبب في ظهور البول الدموي أحمر اللون، هو وجود دم بالبول، وهو ما يُعرف بالبلية الدموية وهي التهابات في الجهاز البولي قد تكون: تضخم في البروستاتا – أورام خبيثة أو حميدة – تكيسات بالكُلى – حصوات الكُلى وحصوات المثانة.
كما ان هناك بعض المأكولات التي تتسبب في اكساب البول للون الأحمر، كتناول البنجر والرواند والعليق والتوت البري، فهما من الأطعمة التي تحتوي على صبغة حمراء تؤثر في لون السوائل في الجسم مما يجعل لون البول احمر لفترة قصيرة ثم يعود إلى لونه الطبيعي.
امراض تتسبب في لون البول الدموي
التهابات المسالك البولية، وهي تحدث نتيجة إصابة الجسم بنوع من البكتريا عن طريق المستقيم ومجرى البول، وتقوم البكتريا بالاستقرار في المثانة وتتكاثر وتتسبب في الشعور بالألم مثل حرقان في المستقيم عند التبول، ورائحة كريهة بالبول، وقد يتسبب التهاب المثانة في ظهور دم في البول محولاً لونه الى اللون الأحمر.
التهاب وتضخم البروستاتا، كلما تقدم الانسان في العُمر كلما زادت احتمالية اصابته بتضخم البروستاتا، وهو ما يتسبب تباعاً في الضغط على مجرى البول، وهو ما يُعيق حركة البول وتدفقه مسبباً صعوبة في التبول، والشعور الدائم بالرغبة في التبول، وقد يجعل تضخم البروستاتا لون البول مائل للاحمرار.
التهابات وحصوات الكٌلى، تُصاب الكُلى احياناً بالعدوى البكتيرية فتؤثر على مجرى البول والحالب والمثانة، وفي بعض الحالات تتشكل المعادن الموجودة بالسائل بالكُلى وتتبلور على جدران الكُلى والمثانة وتتحول إلى بلورات صلبة صغيرة وهي ما تُعرف بالحصوات، وتسبب في جرح المثانة والحالب فتسبب صعوبة في التبول واكساب البول اللون الأحمر.
الأورام الخبيثة، في بعض الحالات النادرة يكون النزيف الدموي المُختلط بالبول نذير إصابة بأورام الكُلى أو المثانة أو البروستاتا، مما يتسبب في ظهور البول الدموي الأحمر، ومع الأسف فتلك الحالة لا تحدث إلا عندما يُصبح الورم في مراحله المتطورة، مما يجعل العلاج أصعب.
وهناك أيضاً بعد الأمراض الوراثية التي تتسبب في جعل البول أحمر اللون، ومن هذه الأمراض الوراثية، مرض فقر الدم المنجلي، وهو المرض الذي يسبب تكسير خلايا الدم الحمراء وخروجها مع البول من الجسم، وهناك أيضاً مرضاً وراثياً يُمسى بمتلازمة ألبورت وهو يؤثر بشكل ما على الكليتين ويسبب البول الدموي.
وأخيراً فيجب النُصح بعدم الاستهانة عند ظهور احمرار بالبول خاصة إذا تكرر لأكثر من مرة مع شرب الماء بانتظام، ففي هذه الحالة يتوجب عليك استشارة الطبيب على الفور لمعرفة السبب الرئيسي وراء البول الدموي، حتى لا تتفاقم المُشكلة وتتحول إلى مشكلة مرضية يصعب علاجها. شفاكم الله وعفاكم وبارك في صحتكم.
المصادر:
Content created and supplied by: AmalDayem (via Opera News )
تعليقات