إن الدموع المزعجة التي يثيرها البصل عند تقطيعه، تستحق حقًا الرائحة والمذاق الرائع الذي يضيفه إلى طعامنا. يأتي البصل من عائلة النباتات التي ينتمي إليها البصل الأخضر والثوم والكراث، وتوفر جميعها العديد من الفوائد الصحية، ولها نفس القيم الغذائية تقريبًا؛ خاصةً وأن مركباتها تحتوي على الكبريت.
قد يكون البصل أصفر أو أبيض أو أحمر وقد تختلف في النكهة، أي من معتدل إلى قوي، ومن حلو إلى مالح. لقد تم استخدامها لأغراض الطهي، والأغراض الطبية لعدة قرون. أما بالنسبة لإدخاله في نظام غذائي صحي، فهو أيضًا صاحب مميزات كبيرة، خاصةً لمرض السكري من النوع 2، وقد ثبت ذلك علميًا.
البصل ومرض السكري من النوع الثاني
يحتوي البصل على خلاصة يمكن أن تقلل من الكوليسترول، ومستويات السكر المرتفعة في الدم، وذلك بحسب بحث جديد؛ وبالتالي قد يكون البصل علاجًا حقيقيًا لمرض السكري. جديرٌ بالذكر هنا أنه قد تم إجراء تجربة علمية في الاجتماع السنوي رقم 97، من قبل جمعية الغدد الصماء في سان دييجو، وقد أُجريت التجربة على الفئران المصابة بالفعل بمرض السكري. وعندما تم إعطاؤهم مستخلص البصل، جنبًا إلى جنب مع عقار الميتفورمين؛ انخفضت مستويات الكوليسترول وجلوكوز الدم لديهم بشكلٍ كبير.
كل تلك الفئران كان لديها استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. كل مجموعة حصلت على عقار الميتفورمين، ولكن تم إعطاء كل فأر جرعة محددة من مستخلص البصل، أي 200 جرام، 400 جرام، 600 جرام لكل كيلو جرام حسب وزن الجسم لكل فأر. تم إعطاؤهم لمعرفة ما إذا كان مستخلص البصل يمكن أن يحسن تأثيرات عقار الميتفورمين أم لا. وبعد ذلك، وُجد أن الفئران التي حصلت على جرعة أكبر من مستخلص البصل؛ انخفضت مستويات الكوليسترول والجلوكوز في الدم لديهم. على الرغم من أن ذلك البحث لا يزال في مرحلة مبكرة، إلا أنه أعطى نتائج واعدة. يجب أن تكون التأثيرات هي نفسها على البشر؛ لذا يتطلع الباحثون إلى تنقية مستخلص البصل، ومن ثم، سيتم إضافة المكونات الحيوية فقط.
يمكن أن يساعد البصل في تقليل الالتهاب، وهو سبب رئيسي لمرض السكري، والعديد من مشاكل التمثيل الغذائي. من المعروف أيضًا، أن البصل يقلل من أمراض القلب، وله تأثيرات مضادة لمرض السكري. ففي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وُجد أنه يقلل نسبة السكر في الدم. كما أظهرت دراسة بشرية أنه يفعل الشيء نفسه. يرجع ذلك في الغالب إلى الأطعمة التي تحتوي على مركب "البروبيوتيك" وهي عبارة عن ألياف غير مهضومة، تمر عبر الجهاز الهضمي العلوي إلى الأمعاء الغليظة؛ حيث تعزز نمو البكتيريا الصحية، أو بكتيريا الأمعاء المفيدة في السيطرة على الجلوكوز بشكلٍ مدهش. ومن المعروف أيضًا أن لها فوائد مضادة للميكروبات، وهي مفيدة لمنع الإصابة بمرض السكري بشكلٍ خاص.
يحتوي البصل أيضًا على العديد من مضادات الأكسدة، وله جذور حرة تعكس تلف الخلايا. يبدو أن البصل مفيدٌ كذلك لصحة العظام، وحتى أنه يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام. كما يحتوي البصل أيضًا على الكبريت، الذي يساعد على منع أنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان القولون، والفم، والمبيض، والمعدة، والبروستاتا.
البصل متوفر على مدار السنة بثمنٍ بخس، وسهل التخزين لفترة طويلة، ويمكن إضافته كمكمل صحي. كما أنه يُعد خيارًا صحيًا ولذيذًا، ومنخفض السعرات الحرارية، بالإضافة إلى إمكانية وجوده في أنواع مختلفة من الأطباق. وفوق كل ذلك، يمكن استخدامه لعلاج مرض السكري.
المصدر
Content created and supplied by: ِAL7ADARY (via Opera News )
تعليقات
ناصرعبدالله_07
03-23 21:22:42اللهم زد من خير هذه الأرض المليئة بالكنوز ..