قبل أن يتزوجها أشيع عنه في المنطقة إنه قد أصيب بالجنون، حيث كان يمشي في الطرقات لايدري أين يذهب، يتوقف بعينان باهتتان أمام المقاهي ليصرخ: "أريد الزواج من سارة".
حدث ذلك بعد خلاف بين أهله وأهل سارة علي بعض التفاصيل الخاصة بالزواج، لكن عندما رأت والدته الحالة المؤلمة التي أصبح عليها نجلها "سعيد" قررت أن تتدخل وتقنع الاب بضرورة إتمام تلك الزيجة قبل أن يخسروا ابنهم الوحيد.
لم يكن يتخيل أحد أن حياة سعيد وسارة الزوجية سوف يشوبها أي حزن أو خلاف أو شجار، كيف يحدث ذلك وهو قد ساوي بيت موته وعدم زواجه منها؟! لكن فس الواقع لم تمضي الأمور كما توقع الأهل والأصدقاء، فقد تحولت حياتهما إلي جحيم متقد.
فوجئ سعيد بشخصية سارة الحقيقية وطلباتها التي تنتهي، وعدم قدرته علي وجود لغة للتفاهم معها، ومن الشهر الأول للزواج أصبح يهرب من سكن الزوجية لأي مكان، أهم شئ هو أن يكون بعيدا عن سارة والتي ينشب بينهما الخلاف بمجرد وجودهما في مكان واحد.
سعيد كان يظن أن الزواج سوف يكون سهلا، ولن يتخلي عنه والده، لكنه اصطدم بالواقع وهو أنه أصبح مسؤلا ويجب عليه أن يلبي كل طلبات زوجته المادية، وهي من جهتها لا تتنازل عن أي طلب تطلبه، وإذا لم يلبي تصفه بالمقصر.
حل الإكتئاب واستوطن ذلك البيت، سعيد لايصدق نفسه، كيف للفتاة التي أحببتها ألا تتحمل معي ظروفي الصعبة وكيف لاتقبل بالعيش معي بالرزق المقسوم؟! أما هي من جهتها تندم علي الزواج منه، لم تكن تتخيل إنه رجلا ضعيفا ويتهرب من مسؤلياته.
الأمر الذي جعل الحياة تتحول إلي جحيم بينهما هو أن كلاهما لا يتنازل، وفي عين الطرف الآخر أصبح غير مكترث بتلك العلاقة ولا يهمه أن تنهار أو أن تتفرق بهم السبل، هو شخص عصبي وهي تفوقه في ذلك، تناسوا أن لحظات الغضب تخرج فيها كلمات لا يمكن أن تتداوي مع الزمن.
وفي إحدي الشجارات، قال لها: "لو لم يبقي في عمري يوم سوف أتزوج عليك امرأة أخري" فلم تهمله لحظة وردت بكل قسوة: "وأنت حين تموت سوف أتزوج عليك رجلا آخر ولن أتذكر لك إلي العذابات". الجملة كانت قاتلة وسببت احتقانا وغضبا شديدان في صدر سعيد الذي قرر في لحظة غضب أن هو وزوجته لا يستحقان الوجود في هذه الحياة.
انتهي النقاش وبعد أيام كتب رسالة وتركها لزوجته، وطلب منها ألا تفتحها إلا بعد موته، تعجبت سارة من الأمر ولم تهتم، وألقت بالرسالة في خزانة ملابسها، لكن الصدمة كانت وفاة زوجها في نفس الليلة التي ترك لها فيها رسالته الغامضة، وبعد انتهاء الجنازة تذكرها وذهبت مسرعة لتعرف مابها، وكانت الكارثة عندما قرأتها، حيث علمت منها إنه وضع لنفسه سم في الأكل يقتل صاحبه بعد 24 ساعة، ووضع لها سم يقتلها بعده بيوم واحد، صدمت سارة وحاولت الإسراع لكي تصل إلي مستشفي لكنها لم تصل وماتت في الطريق.
Content created and supplied by: Almasry90 (via Opera News )
تعليقات