رغم عمرها الفني القصير الذي لم يتجاوز 3 سنوات وعدد أعمالها الفنية التي تعد على أصابع اليد الواحدة ، إلا أنها استطاعت أن تترك أثرا فنيا إيجابيا سواء في السينما أو الدراما أو حتى المسرح، إنها الفنانة موناليزا إحدى نجوم ما كانت تعرف بسينما الشباب في مطلع الألفية الجديدة ، قبل أن تختفى فجأة عن الأنظار.

حفرت موناليزا بجمالها وأدائها الفني الأوروبي مكانا في قلوب جمهورها في عام 1999 عندما شاركت الفنان محمد هنيدي فيلمه "همام في أمستردام" ، فهي أحد اكتشافات مجموعة العدل جروب ، لذلك شاركت في معظم أعمالهم الفنية في تلك الفترة مثل فيلم "أصحاب ولا بيزنس" مع هاني سلامة ومصطفى قمر ، والفنان خالد النبوى فى فيلم "عمر 2000" .

كانت موناليزا متعددة المواهب وأرادت دخول كل مجالات التمثيل ولم تكتف بالسينما فقط ، فشاركت الراحل علاء ولى الدين مسرحية "حكيم عيون" وفى الدراما التليفزيونية شاركت في مسلسل "حديث الصباح والمساء" مع الفنانة ليلى علوى وعدد آخر كبير من النجوم.

وفجأة ومن دون سابق إنذار اختفت موناليزا عن الساحة الفنية ، وابتعدت عن الشهرة والجمهور الذي أشاد بنجاحها الكبير فى ثلاث أعوام فقط، لتترك لأصدقائها المقربون منها مهمة إعلان اعتزالها الفن ، وتثار حولها عدد من الشائعات.

موناليزا هو الاسم الفني الذي أطلقه عليها مكتشفها المنتج د.مدحت العدل ، ولكن اسمها الحقيقي هو "منى عاطف سيد المنشى" ، ولدت فى إنجلترا من أم اسكتلندية وأب مصرى مسلم، في 19 فبراير عام 1975.

عاشت فى لندن السنوات الثلاث الأولى من عمرها قبل أن تعود إلى مصر للإقامة مع جدتها فى القاهرة، لكنها حافظت على الانتقال بين مصر وإنجلترا ، حيث كانت تدرس فى مصر وتقضي أجازتها مع والدها وأخواتها فى لندن.

موناليزا لديها أخين ذكور من أبويها، الأول محمد ويصغرها بـ8 أعوام وهانى يصغرها بـ12 عاما ، ورغم حياتهم خارج مصر إلا أن والدهم اعتاد على ذهابهم كل يوم جمعة إلى المسجد الكبير في لندن من أجل تعلم مباديء الدين الإسلامي وحفظ القرآن ، وبالتالي فقد نشأت موناليزا مسلمة ولا صحة للشائعات التي تناولتها بأنها كانت مسيحية وأسلمت.

تزوجت موناليزا من حفيد الفنان الراحل حسين صدقي - والذي عرف قبل رحيله بالتزامه دينيا وله مسجد على اسمه في حي المعادي - ثم سافرت واستقرت مع زوجها في الولايات المتحدة الأمريكية وأنجبت منه ثلاث بنات هن "آمنة ونور وزينب" و تتراوح أعمارهم من 11 إلى 16 عاما الآن.

في عام 2014 ، ظهرت الفنانة المعتزلة في برنامج كان من تقديم مكتشفها الدكتور مدحت العدل وكان يسمى "أنت حر" ، وأعلنت حينها عودتها من الاعتزال للتمثيل مرة أخرى حيث لم تستطع نسيان الفن على حد تعبيرها ، لافتة إلى أن بناتها الثلاث يحببن الفن، ويدرسونه الآن فى مدرسة إسلامية بأمريكا، مشيرة إلى أنهن يتحدثن لغة عربية "مكسرة"، لكنهن يفهمن العربية جيدًا.

عاودت موناليزا الاختفاء مرة أخرى بعد هذه الحلقة ، حيث طغت مشاعر الأمومة على رغبتها في العودة للفن ، ونظرا لإحساسها بالمسئولية تجاه بناتها ،لم تستطع تركهم فى بلد أخرى وهم فى هذا السن الصغير بعيدا عنها أثناء تصوير أعمالها، وأيضا عدم استطاعتهن قضاء تلك الفترة معها فى مصر لارتباطهم بحياة دراسية فى أمريكا وحياة قائمة لا يمكن قطعها.