اللي قادرة على التحدي وعلي المواجهة واللي قادرة في خوفها تعلن احتججها، تبقي هي دي الاحق انها تقول الف لا لو لقيت أيامها مشية مش بمزاجها، اللي رافضه وجودها يبقي سد خانها وحد يعاملها بإستهانا تبقي دي الست اللي بمليون راجل.
"بداية الحكاية"
في ليلة شتوية باردة مهجورة من البشر وحبات المطر تضرب الأرض كمعزوفة راقصة المطر، والخوف يعصف بالقلوب "لحظتها عفاف" كانت تتشاجر مع "زوجها محمد" تطالبه بالرحمة وإن يتقي الله فيها وفي ابنته، اشتد الشجار بينهم والصرخات صمت اذن "جميلة" فخرجت من الحجرة تهرول الي حجرة امها "توقف بها الزمن لحظتها وهي تري ابيها يضرب امها في قسوة وشراسة غير آدمية ويجرها لخارج المنزل.
فأسرعت "جميلة "تدافع عن امها في خوف والدموع تحكي قصة من المعاناة والذل، فدفعها حتي سقطت علي الأرض ورغم الألم الذي أصابها لكنها قاومته كما كانت تفعل وخرجت من المنزل تصرخ بكل قوتها "تطرق الأبواب وتنادي في الناس انقذونا... ابي سوف يقتل امي، لكن لم يجيبها احد، الكل صم أذنيه عن نداء الطفل، فرجعت الي منزلها مكسورة ومنهزمة ترتعش بردا، اقتربت من منزلها كان الباب مغلق وامها بالخارج متهدله الكتفين ونشيجها موجع لقلب ابنتها وملابسها ممزقة ودامية الجسد والروح.
ظللنا يحدقن في بعضهن دقائق، حتي قطعت والدتها الصمت قائلة "ابيك طردنا من المنزل ثم اجهشت في بكاء عنيف وهمست بصوتا مسموع" لجميلة "أين اذهب وانا يتيمة الاب والام وليس لدية أخوة يقفون بجواري في محنتي، أين المفر يا ابنتي، وتحاملت علي وجعها وذلها ومسكت يد ابنتها ونظرة الإصرار تطل من" عينيها "لا تخافي ابدا... مادامت امك تتنفس لا تخشي شيئا يا فلذة كبدي ومسحت دموعها ثم ذهبنا.
عزيزي القارئ إذا ظننت ان الرحلة ستكون سهلة فأنت وأهم جد، فالحياة قاسية ولا ترحم الضعيف وقليل الحيلة فما بالك بامرأة بدون سند وحماية ستنهشها الضباع وضعاف النفس، لكن كما الشر موجود فالخير موجود وما أكثر أصحاب الخير في تلك الحياة اللئيمة ، تلك الليلة نامت عفاف وابنتها بجوار إحدى المساجد تحتمي بالله حتي سمعت أذان الفجر، فصاحت بقلب محروق والقهر يخنقها "يا رب طرقت كل الأبواب فأغلقت في وجهي إلا بابك مفتوح، يا رب بك استجير ومن يجير سواك، حتي سمعت صوت رجل يقول ماذا بك يا ابنتي لماذا تجلسي هكذا بابنتك ستموتين بردا، فردته عليه عفاف قائلة" أين اذهب ليس لي أحد؟! نظر لها الشيخ ثم قال "انهضي يا ابنتي فالدنيا مازالت بخير وما ضاقت إلا ما فرجت فلا تحزني وارمي حمولك علي الذي لا يغفل ولا ينام.
ذهبت معه واحضرت لنا زوجته الطعام والملابس ثم قصصت عليهم حكايتي "فرد عليا الشيخ لا تحملي هم السكن فنحن نمتلك حجرة فوق سطح المنزل يمكنك العيش فيها حتي تتحسن أحوالك، أما العمل فماذا تستطيعي ان تعملي" نظرت لهم ودموع الفرحة تتساقط ثم قلت له انا كنت أعمل مع "ابي" في ورنيش الأحذية، فحدقن في بعضهن ذهولا ثم قال "الشيخ" لكنها عمل الرجال يا ابنتي!! فضحكت في بهجة ثم قلت لكنني اجيدها بمهارة وإتقان، تنهد الشيخ ثم قال منذ الغد سأحضر لك كل الأدوات التي ستحتاجينها وبالنسبة الي ابنتك "جميلة" لا تحملي هما فهي يمكنها البقاء مع زوجتي حتي عودتك من العمل.
مرت ثلاثة أيام علي تواجدي في منزل الشيخ وفي صباح اليوم الرابع خرجت العمل ارتدي عباية سوداء واغطي رأسي بطرحة سوداء وحذاء اسود واحمل شنطة الورنيش "كانت وجهتي محطة" سيدي جابر "جلست على الرصيف والشنطة أمامي ورغم الحياء ونزيف الكرامة إلا أنني بدأت انادي بصوت مسموع" ورنيش الاحذية... ورنيش الاحذية " كانت نظرات الناس ما بين مذهول، وآخري مصدومة، وآخري حزينة، وآخري مشفقة، حتي أن البعض ظننا أن زوجي متوفي!!.
واجهت صعوبة في البداية لكن بدأ الناس تعتاد وجودي حتي أن البعض كان يناديني "ام جميلة" الرحلة لم تكن سهلة في البداية لكن وسط الإصرار والعزيمة تخطيتها بأمان ونجاح.
والآن عزيزي القارئ إذا أعجبك الموضوع ادعمنا بلايك، ومتابعة ، ولا تجعل المعلومات تتوقف عندك شاركها مع الآخرين لتعميم الفائدة، ونرحب بآرائكم واستفساراتكم في التعليقات أسفل الموضوع.
Content created and supplied by: RamadanElshate (via Opera News )
تعليقات
RamadanElshate
03-18 11:54:45Pump
RamadanElshate
03-18 11:54:34Tamer
RamadanElshate
03-18 11:54:37Under