بدأت الحكايه عندما توفى والدى وأنا فى عمر العشرين عاما ، وكانت وفاته لها أثر كبير بالسلب على حياتنا ، فقد كان والدى هو كل شئ فى حياتنا انا واخوتى ووالدتى ، وأيضا كان هو مصدر دخلنا الوحيد ، وأصبحت الحياه صعبه بعد فقدانه .
ولأننا كنا اربعه بنات فقط ، وكنت أنا الابنه الكبيره ، كان لابد ان اتحمل مسؤوليه اخوتى ووالدتى بعد وفاته ، لذلك خرجت للبحث عن عمل ، لكى أستطيع الانفاق على الاسره .
وكانت مهمه العمل صعبه للغايه ، نظرا لعدم اعتيادى عليها ، ولكن الظروف هى من جعلتنا فى هذا الموقف ، وكان لابد من تحمل المسؤوليه كامله .
وبالفعل بعد عناء شديد استطاعت العمل فى وظيفه متاحه فى إحدى المراكز التجاريه ، وبدأت رحله جديده فى حياتى ، والتى تغيرت حياتى بعدها بسبب هذه الرحله .
حيث من خلال العمل ، أعجب بى شاب كان دائما يتردد على المكان الذى اعمل به ، وحاول كثيرا التقرب منى ، ولكنى كنت أرفض الدخول فى اى علاقه عاطفيه أو حتى علاقه صداقه ، وكانت حياتى كلها تتجه نحو اخوتى ووالدتى وكيفيه تحمل مسؤليتهم .
ولكن كانت محاولات هذا الشاب مستمره ، لدرجه أننى تفاجئت به يوما أمام منزلى ، وحاولت كثيرا رفض الحديث معه أو حتى إعطائه فرصه للحديث أو التواصل .
ومرت الايام حتى فوجئت ذات يوم أن صاحب العمل طردنى من الوظيفه بدون أى اسباب ، وطالبنى بالبحث عن عمل فى مكان آخر !
وبالرغم من الصدمه والظلم الذى تعرضت له ، ولكنى قررت البحث فى صمت عن عمل فى مكان آخر ، ولكن الغريب فى الأمر أننى كلما عملت فى مكان بعد عده ايام ، يتكرر معى نفس الأمر ، وأيضا بدون سبب .
وبدأت الحياه تضيق بى كثيرا ، وكنت لا اعلم ماذا افعل ، ولكن فى النهايه اكتشفت أن هذا الشاب هو من يفعل كل ذلك ، وهو من يحرض أصحاب العمل طردى ، وكان يستمع له الجميع لانه شاب غنى للغايه .
ولكنى لم استسلم له ، حيث بدأت رحله جديده من البحث عن عمل ، وبعد مشوار طويل ، استطاعت العثور على وظيفه فى إحدى معامل الكايماويات ، وبالرغم من صعوبه العمل فى هذا المكان ، لكنى قبلت به ، وفى البدايه شرحت لصاحب العمل قصه هذا الشاب ومايفعله معى ، حتى يكون لديه علم .
وبدأت رحله العمل من جديد ، وجاء الشاب إلى صاحب العمل ، وضغط عليه كثيرا من أجل طردى ، ولكن هذه المره كان الرجل طيب وصادق العهد ، وواجه بشجاعته ولم يرضخ لطلبه ، وكان يوفر لى الامان والدعم والسند .
بل وكان يعطينى مقابل مادى جيد ، لانه كان يعلم ظروف أسرتى الماديه ، ومرت الايام على هذا الوضع .
وبعد مرور ست شهور تقريبا ، توفى صاحب العمل فجأه أثر حادث سياره ضخم !!
وكانت صدمه مدويه لى ، خاصه أن عائلته أغلقت مكان العمل وتم طرد الجميع ، وأصبحت بلا عمل مره اخرى ، وعاد هذا الشاب من جديد ، وبعد عناء طويل ، جاء ذات يوم إلى منزلنا مباشره ، وكانت المره الاولى التى يطلب فيها الحديث مع والدتى .
وعندما تحدث تفاجئت أنه يريد الزواج منى ، وكانت مفاجئه صادمه بالنسبه لى ، ولم تستطيع والدتى رفض الأمر ، ولكنها طلبت منه مهله للتفكير ، ولكنه تصرف بشكل عصبى للغايه ، وقال ليس هناك أى وقت ، وأنه لابد من الموافقه على هذا الطلب .
ولم أستطيع الوقوف فى وجهه خوفا على عائلتى ، فوافقت على الزواج ، وفى اليوم التالى تمت الخطوبه .
وربما كانت فتره الخطوبه هى أسوء فترات حياتى ، حيث كان هذا الشاب كابوسا مظلم فى حياتى وحياه عائلتى ، فقد كان يتعامل معى على انى خادمه لديه وليست خطيبته ، وأصبح يتحكم فى مصيرى ومصير اخوتى أيضا ، والغريب أن لم يستطيع أحد الوقوف فى وجهه .
وكانت تمر الايام فى صعوبه ، حتى جاء موعد الزفاف ، ولكنى تفاجئت به قبل الزفاف بيوم واحد يقول لى ، أنه سوف يزوج اختى الاصغر منى من صديق له أيضا ، وعندما رفضت ذلك الأمر ، قال إنه صاحب القرار فى هذه العائله !!
وجاء يوم الزفاف وتجهزت للحفله ، ولكنى تفاجئت أنه قال لى ليس هناك حفله زفاف ، لانه كان يرى أننى لا استحق ، وكان يتعامل معى بتكبر شديد وغرور كبير .
وبالفعل جاء إلى منزلنا واخذنى إلى منزل الزوجيه بعد حفل بسيط فى منزلنا اقامه لى اخوتى وبعض اصدقائى ، وذهبت معه إلى منزل الزوجيه ، وكان معى حقيبه صغيره ، سئلنى عنها أخبرته أنها فيها بعض الاشياء الخاصه بى .
وعندما دخلنا إلى شقه الزوجيه ، نظر لى فى ابتسامه ماكره وقال أننى هنا مجرد خادمه وليس زوجه ، وقال إن مافعلته معه فى السابق سوف ادفع ثمنه الان ، وفى سياق الحديث قال أنه قتل الرجل الذى كنت أعمل معه عندما تصدى له ، وكان يبتسم بكل خبث ومكر .
واصبحت حياتى كابوس لاينتهى ابدا ، ومرت الايام فى صعوبه ومعاناه مع زوجى ، وكنت احاول على قدر الامكان التعايش والتحمل .
وفى يوم من الايام كان زوجى فى الحمام ، وحدث تسريب غاز من السخان ، مما أدى إلى اختناق زوجى بالداخل ، وكنت بالقرب من باب الحمام ورأيته يطلب المساعده ويحاول فتح الباب ، ولكنى وجدت أنها الفرصه المناسبه للانتقام ، فاغلقت الباب من الخارج ، وتركته يعانى مع مصيره فى الداخل .
وبعد مرور ساعه تقريبا ، كان الأمر انتهى ، ولحظتها تقمصت دور الزوجه الحزينه التى فقدت زوجها ، وبالرغم من أننى كنت شريكه فى قتله .
ومرت الايام سريعا ، وكنت احاول العوده لحياتى السابقه ، ولكنى لم أستطيع بسبب مافعلته ، فقد تغيرت حياتى إلى الاسوء ، وأصبحت انسانه أخرى غير التى اعرفها .
وبعد مرور سبع شهور من وفاه زوجى ، تفاجئت أن صديقه يريد الزواج منى ، وجاء إلى المنزل وطلب يدى من والدتى ، وكنت فى حيره كبيره ، خوفا من تكرار التجربه السابقه ، وأيضا كنت اريد الابتعاد عن هؤلاء الاشخاص بقدر الإمكان ، ولكنه كان لديه إصرار كبير فى الزواج .
وفى النهايه قررت الموافقه ، وإن انتظر مايحمله لى القدر مره اخرى ، وسريعا تمت التجهيزات وتم تحديد موعد الزفاف مباشره .
ومرت الايام سريعا وتزوجنا ، وفى ليله الزفاف كنت فى حاله من الصدمه والخوف فى نفس الوقت ، ربما لأنها كانت تذكرنى بما حدث فى الماضى .
وكنت فى حاله صمت وشرود فى التفكير ، ولكن زوجى قاطعنى ، وقال لماذا هذا الصمت الكبير ، هل تفكرى فيما حدث فى الماضى .
فنظرت له فى استغراب وتعجب ، فقال إنه يعلم كل شئ فيما حدث عن وفاه زوجى !!
لحظتها قفزت من مكانى فى خوف ورعب ، لكنه نظر لى وابتسم وقال ، سوف اخبرك سر كبير لايعرفه أحد غيرى .
فقال انه يعلم ماذا حدث فى اليوم الذى توفى به زوجى ، ويعلم أننى أغلقت باب الحمام من الخارج ، ولكن المفاجأة أن زوجى كان فى الداخل ليس به شئ ولم يكن هناك تسريب غاز أو ما شابه ذلك ، ولكنه كان يدعى ذلك لكى يرى رده فعلك فقط ، وقال إنه كان يتحدث معى على الشات من داخل الحمام ، وحكى لى كل شئ وكان يضحك على انك اغلقتى الباب من الخارج .
ثم فتح هاتفه وشاهدت المحادثه بينهم ، وكان حديثه حقيقى بالفعل ، ثم قال أنه تفاجئ أن صديقه مات بالفعل عندما اعلنا خبر وفاته ، وقال لذلك قبل دفنه طلبت إجراء فحوصات طبيه لمعرفه سبب الوفاه ، وكانت النتيجه مفاجئه بالفعل ، لقد كان سبب الوفاه سكته قلبيه مفاجئه !
وأخرج لى تقرير شهاده الوفاه ! لحظتها شعرت أن القدر كان يريد أن تظل البراءه التى داخلى كما هى ، شعرت أننى عادت لى الحياه من جديد .
وأكمل حديثه قال إنه كان يعلم أن صديقه فعل معى ومع عائلتى اشياء كثيره سيئه ، ولكن فى النهايه القدر كان عادل .
ومن هذه اللحظه بدأت حياتى الزوجيه فى هدوء واستقرار ، وكان بالفعل انسان طيب وناضج التفكير ، والاجمل من ذلك أنه كان يحبنى بصدق ، ولذلك أحببته كما احبنى .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات
GUEST_nMkQaBXzo
02-08 17:36:53خيالك واسع اوي ياخال
امحوده_01
02-08 18:47:18خيال علمي واسع
اماحمديسري
02-08 13:06:23الفنكوش