مذ كان طفلا صغيرا لم يعترف بشئ اسمه المستحيل، صنع كل مايحلو له، لم يستطع أحد أن يجلسه في المدرسة، فر منها هاربا، وعندما لم يجد والده فيه أمل؛ قرر أن يطرده من المنزل، لكن الطفل المشاغب لم يتأثر.
بدأ "عزت" يبحث عن عمل، لم يترك شئ إلا وعمل به، باع فاكهة، وعمل مساعدا في قهوة، وفي المعمار حمل علي كتفه الطوب والأسمنت، كان لديه حلم، وهو أن يصبح رجلا مقتدر ماليا في يوم من الأيام.
ظل يعمل حتي تعلم صنعة تركيب الرخام بل وبرع فيها،وبدا يحصل علي المال ويستعين بأفراد يعملون معه، إلا أن أصبح مقاولا، ومعه كثير من النقود، فقرر أن يعود لأبيه وأن يثبت له أنه نجح دون أن يتعلم.
كان عزت يتوقع أن يغري والده بالمال ويتقبله في بيته، لكن الاب رفض، وكرر فعلته الأولي وطرد عزت، وقال له أنه لم ينجب سوي أخيه "أحمد" الذي أكمل تعليمه وأصبح معيدا في الجامعة، وسوف يذهب ليخطب له بعد أيام.
اشتعل الغل في قلب عزت، وقرر أن يفسد كل شئ علي أخيه، وظل يراقبه حتي علم بعنوان الفتاة التي سوف يخطبها، وذهب لأهلها وأغدق عليهم بالعطايا والنقود؛ حتي استطاع أن يقنعهم بأن يخطبها هو.
الفتاة كانت جميلة، لكن كان هناك فارق كبير بينها وبين عزت، فهو لا يصلي ولا يقرأ وليس له أي علاقة بالثقافة، هو نفسه يري أنها غير مناسبة له، لكن حقده علي أخيه جعله يريد أن يحرمه منها.
كانت اللخظة الحاسمة هي ليلة الزفاف، حين اكتشف عزت أن هذه الفتاة من عالم مختلف، كل صديقاتها يتحدثون بلغات مختلفة، وهي نفسها حياتها مختلفة عنه تماما، وكانت الطامة الكبري عندما جاء أحد زملائها في الجامعة وهنأها باللغة الإنجليزية، وقف عزت لايفهم أي شئ وشعر في تلك اللحظة أن حقده جعله يفسد حياته وحياة أخيه وحياة هذه الفتاة، فوقف وسط الجموع وقرر أن يطلقها، وعاد إلي أبيه ليعترف: المال لايساوي أي شئ أمام العلم يا أبي.
Content created and supplied by: MohamedSadeek24 (via Opera News )
تعليقات