انتهى مسلسل لؤلؤ، الذي أثير حوله الكثير من الجدل، خاصة بعد نهاية غير مرضية للكثير بما فيهم بطلة العمل مي عمر، التي أكدت أنه لو عاد بها الزمن لغيرت هذه النهاية التي ظلمت أنقى شخص في هذا العمل وهو (إدوارد- مجدي هلال)، ولكن بعيدًا على هذا الجدل تعرض العمل لانتقادات واسعة من الجمهور تخص بطلة العمل وأدائها ومساعدة زوجها لها فضلا عن القصة التي شابها المط والتطويل واللامنطق ونسى البعض الكثير من النقاط الإيجابية في هذا العمل دعونا نتحدث عن بعضها.
في البداية اتحدث عن الذين قالوا بأن العمل لا يوجد به رسالة ولا مضمون ونسى الجميع أن الفن هدفه في الأساس الترفيه والمتعة وليست الرسالة، فهل نحصل على رسالة من استعراض راقص، أو لوحة فنية جميلة، أو مشهد كوميدي أضحكنا، فيجب أن ننظر للعمل بشكل من الإنصاف إذا لم تجد فيه الرسالة التي كنت تتوقعها فهناك من استمتع بأداء الممثلين، وهناك من أحب الأزياء والديكورات، وهناك من أحب الأغاني، وكلها عوامل جعلت المشاهد ينتظر ويتابع حلقات المسلسل بشغف طوال حلقاته.
أما بالنسبة للنقطة الشائكة الخاصة بمساعدة المخرج محمد سامي لزوجته، فما هو العيب أو الخطأ في ذلك، إذا كانت زوجته تقوم بأول بطولة وتحتاج لمن يدعمها ويقف في ظهرها فهل تبحث عن شخص اَخر! "أكيد لو كلنا في مكانها لنفعل ما فعلت بدون أي نفاق".
أما بالنسبة لأداء مي عمر بشكل عام فالحقيقة مي تتطور من دور لأخر، وتجتهد لتقديم أفضل ما لديها، امأ من يكون أن دليها قبول وأعتقد أن ده مش حقيقي- لكان الجمهور ابتعد عنها وعن العمل مع انطلاق الحلقات الأولى.
أما السؤال الخاص بأن هل مي تستحق البطولة؟ بالتأكيد مي تستحق ذلك لأننا لو لم ندعم المواهب الشابة الجديدة فلن يكن لدينا أبطال أو بطلات في المستقبل، وسنظل واقفين عند جيل كريم والسقا ومنى زكي وغيرهم وهل تعلم أيها القارئ أن هذا الجيل أقترب من الخمسين، ولم يظهر لدينا أي أجيال جديد تستطيع أن تحمل الراية من بعدهم، بالعكس يجب دعم المواهب ونمنحهم الثقة لأننا إذا لم نفعل ذلك سيكون ليس لدينا نجومًا في المستقبل القريب.
ولو عدنا للمسلسل بالتأكيد هناك مشاكل عديدة بالسيناريو وكان من الممكن أن يكون أنضج من ذلك، ولكن هذا العمل يمثل أول تجربة في التأليف للممثل محمد مهران فهل يفضل أن ندعمه أم نقتل طموحه.
أما بالنسبة لمستوى التمثيل فالحقيقة أن هناك نجوم أعيد اكتشافهم في هذا العمل في المقدمة الفنان إدوارد الذي يسعى في السنوات الأخيرة للخروج من عباءة الكوميديا لتقديم نفسه في أدوار متنوعة، وأعتقد أن دور مجدي هلال كان النموذج الذي يبحث عنه إدوارد طوال الفترة الماضية، خاصة أنه يمزج بين الجد والكوميديا، وجاء الدور على مقاسه ليبدع وكأننا نراه لأول مرة ويستطيع من خلاله أن يتقدم خطوات للأمام.
الفنان أحمد زاهر، فنجح أن يصل أخيرا للمنطقة المريحة له في التمثيل، ومع هذا الدور أصبح يتلاعب بكل أدواته بكل تمكن واقتدار، يتلاعب بصوته وجسده وإشاراته ووصل لصيغة هي الأفضل حتى الاَن.
أما الوجه الجديد "هدير عبدالناصر- مروة" فولدت كبيرة واستطاعت أن تقدم مشاهدها بكل اقتدار وتقنع الجمهور بكم الحقد والشر الذي تحمله بداخلها، واعتقد أنه إذا تم توظيفها بشكل جيد سيكون لديها الكثير.
الفنان"حمدي هيكل- سيد والد لؤلؤ" فكان عظيمًا وقدم دوره بمنتهى الذكاء وأجاد فيه بكل تفاصيله.
الفنان محمد الشرنوبي، فكان ذكيًا باختيار هذا الدور وتقديم نفسه كممثل متنوع قادر على تقديم كل الأدوار.
ملك زاهر- منة كانت ضيفة جميلة وقديرة ولا تحتاج سوى مزيداَ من الثقة- وسيأتي ذلك تباعًا باستمرار العمل خاصة أنها عائدة بعد غياب ولا يزال يتملكها رهبة العودة وهذا طبيعي.
أما بالنسبة لباقي الممثلين فقدموا أدوارهم وفقًا للمتاح، خاصة أن الدراما الخاصة بهم جعلت تواجدهم محدود ولم تكن هناك مفاجاَت أو نقلات في أدوارهم.
وبالنسبة للديكورات والملابس والتصوير، فأعتقد أن المسلسل سيساهم بعد ذلك في رفع سقف هذه العناصر في الأعمال الدرامية المقبلة.
الخلاصة لؤلؤ عمل فني جيد وكان من الممكن أن يكون أفضل، ويعد انطلاقة جيدة لمي عمر الذي ننتظر منها الكثير والكثير الفترة المقبلة لتثبيت أقدامها والاتجاه نحو الأمام وبقوة
Content created and supplied by: ABDELMAKSOUD (via Opera News )
تعليقات