كان الزوج رغم طيبة قلبه وحرصه الدائم على مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية؛ يتعصب وينفعل كثيرًا بسبب ضغوط عمله الكبيرة في مجال الترجمة. وبسبب عمله مترجمًا حرًا، كان الرجل يقضي وقتًا طويلًا في منزله الذي حضر له مكانًا يعمل فيه. وفي يومٍ من الأيام، استيقظت طفلته الرضيع وبكت تستدعيه كعادتها عندما تستيقظ في هذا الوقت من الصباح كل يوم؛ فهرول إليها وحملها وراح يهدهدها ويغني لها أغانيه الخاصة التي ألفتها منه.
كان شعور الأبوة جميلًا في قلب هذا الأب الحاني، وكان إحساسه بحب ابنته له وتعلقها به لا يوصف. لذلك، امتلأت ذاكرة هاتفه المحمول بصور حبيبته وأول حظه من الأولاد، ولم ينس مرة حمد الله على تلك النعمة الغالية. لذلك، كان الأب لا يمل من حمل ابنته ويعود إليها كالمغترب الذي غاب عن أحبته سنوات كلما انشغل في عمله فترةً ولم يرها. كانت مهجة قلبه وبسمة وجهه وفكرة رأسه ونور عينه وكل حياته. لكنه كان يخشى عليها من أن يصيبها شيء بسبب ويحرص على أن يبقها آمنة إذا شعر بأنه غير منضبط أو لا يشعر بالاتزان أثناء سيره.
في ذلك اليوم، اتصل أحد العملاء بالزوج ودارت بينهما مكالمة هاتفية مطولة وأرادت الزوجة أن تخفف عنه حمل ابنته فسلمها لها لكنها بكت وعادت إليه مرةً أخرى وألقت برأسها على كتفه. واندمج الرجل في المكالمة وتعصب من طولها وانفعل بسبب بعض تفاصيلها وبسبب عدم نومه الليلة الماضية وإرهاقه الشديد في العمل فأشاح بيديه وهو منفعل فسقطت ابنته من يده أثناء وقوفه في شرفة شقته في الطابق الرابع فجن جنونه وسقط هاتفه من يده وخشي أن ينظر للأسفل فيرى مصير ابنته التي سيموت إن أصابها مكروه بسببه أو بسبب غيره. لكن الله سلم وسقطت الطفلة على منشر ملابس خاص بالأسرة الساكنة في الطابق الأول والتقطوها دون أن تصب بأذى. فهرول مسرعًا لإحضارها وظل يقبلها بجنون ويحمد لله أن حفظها له وعاهد الجميع أن يرحل من تلك الشقة إلى شقةٍ في الطابق الأرضي ولا يحملها في الشرفات مهما كانت منخفضة وأن يلتزم الهدوء ويجتنب العصبية بعد ذلك. أفلح إن صدق
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات