تظل الغرفة رقم 606 في مستشفى المقاولون العرب بمنطقة الجبل الأخضر بمدينة نصر لها وضع خاص حتى يومنا هذا ، ففي أواخر نوفمبر من العام 1984 سكنها الفنان الراحل محمود شكوكو ليعيش فيها أواخر أيامه بعد أن اشتد عليه المرض ، وكانت قبلة جمهوره ومعجبيه .
حينها شعر الفنان الكبير بدنو أجله وهي بين جنبات المستشفى ، ولم يخفف المنظر الخلاب من شرفة حجرته من آلام فقده المرتقب لجمهوره ومحبيه ، لذلك كان يتصل بالصحف ويناشد أصدقاءه الفنانين وجمهوره العريض أن يقوموا بزيارته في المستشفى ليخففوا عنه آلامه وكان يقول في الجرائد والمجلات:"إنه ثري وعنده مئات الألوف من الجنيهات ولا يطلب مساعدة أو علاجا على نفقة الدولة... كل ما يريده فقط أن يزوره الناس في المستشفى"، وبالفعل توافد عليه المئات ليرحل بعدها عن عالمنا في 21 فبراير من عام 1985 بعد أن ودع كل محبيه.
ولد محمود شكوكو يوم الأربعاء 1 مايو من عام 1912، بحي الدرب الأحمر لمنطقة وسط القاهرة، و عمل نجارًا في بداية حياته بورشة والده، و الذي كان يضربه لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، حتي قرر أن يؤسس ورشة خاصة به، ثم برع فى تصنيع العرائس، حتى أصبحت عرائس شكوكو من أشهر الدمى التي يُقبل الأطفال على شرائها في الخمسينيات والستينيات.
تعود قصة تسميته بمحمود شكوكو إلى رغبة جده إسماعيل في ذلك الوقت، حيث كان يهوى الجد تربية الديوك الرومي ، وعندما كانت تتعارك مع بعضها ، كان هناك ديكا كبيرا يصدر صوتا "ش ش كوكو" ، وعندما أصر الجد على تمسية حفيده شكوكو والأب على تسمية محمود اتفق الأب والجد على أن يطلقوا اسما مركبا وهو محمود شكوكو ، فأصبح أسمه كاملا محمود شكوكو إبراهيم إسماعيل موسى.
كان شكوكو شديد البر بأبيه ، وكان يقوم يتقديم كل ما يتكسبه من عمله بالنجارة إلى والده لينفق على إخوته ، وبالمثل كان الأب شديد الرحمة والعطف على أبنائه ، ولم يصرف مليما واحدا مما أعطاها له ابنه ، بل ادخرهم له واشترى له عمارة كبيرة أطلق عليها "عمارة شكوكو".
يفتح باب سيارته لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
نجاح محمود شكوكو في الفن كأكبر منولوجيست وكذلك نجاح ورشته في النجارة جعلته من أثرياء المحروسة قبل قيام ثورة 23 يوليو ، لدرجة مكنته من شراء السيارة الإنجليزية الشهيرة من ماركة "بينتلي" ، والتي كان لا قتنيها إلا علية القوم حينها ، وهو ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية عليه.
يحسب أيضا للفنان محمود شكوكو أنه بعد أن حقق شهرته الواسعة كان يخجل من عدم إتقانه القراءة والكتابة فقرر أن يتعلم من خلال قراءته لافتات المحلات بالشوارع وشراء مجلة البعكوكة كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.
يشاع عن شكوكو أنه في عز وهجه الفني نشأت علاقة حب بينه وبين "عائشة هانم فهمي" - صاحبة القصر الشهير بالزمالك اليوم- وتم الزواج بينهما، وهو ما أثار حفيظة الفنان يوسف وهبى، لأن السيدة عائشة فهمي هي طليقة يوسف وهبي الذي استكثر على شكوكو أن يتزوج سيدة من الطبقة الارستقراطية صاحبة قصر ، فشن عليه حملة مضادة جعلته ينفصل عن زوجته عائشة فهمى بعد مكائد يوسف وهبى.
صوره مع ابنه الأكبر سلطان عام 1952
وفى حياة محمود شكوكو ثلاث زوجات أخريات إذا احتسبنا زواجة من عائشة هانم فهمي إن صحت تلك الأقاويل ، فكانت الزوجة الأولى أم ولديه سلطان وحمادة ،أما الزوجة الثانية فكانت فتاة صغيرة تزوجها بالرغم من معارضة أسرتها ،لكنها مرضت بمرض خطير وطاف بها على أطباء مصر وأولياء الله ،وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت واقتنع أهلها بأنه انسان طيب وعطوف ووافقوا على أن يزوجوه أختها الصغرى.
مع أمير وأحمد كرارة وابنته
محمود شكوكو مع حفيده أمير كرارة
رزق النجم القدير محمود شكوكو بحفيدين، كي تستمر عائلة شكوكو في عالم الفن، هما النجمين أمير محمد كرارة، أحمد كرارة، أبناء السيدة الراحلة ليلى محمد شكوكو.
محمود شكوكو هو من أحيا فن الأراجوز وكانت هناك دمى تباع للأطفال بإسمه
بالرغم من شهرة محمود شكوكو الطاغية كممثل وفنان ومنولوجست إلا أنه لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا حتى إنه هو الذي قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه من أم سلطان، وقد ظهر محمود شكوكو على المسرح طيلة حياته يرتدى الجلباب البلدي والطرطور وأصبحت سمة مميزة لشخصيتة ،حتى يوم تكريمه من الرئيس الراحل أنور السادات في عيد العلم والفن ، فذهب إلى الحفل مرتديا الجلباب البلدي تكريما لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون وبخاصة السينما التي قدم لها الكثير من الافلام.
سلطان محمود شكوكو
المصادر
Content created and supplied by: Hadeel_Abdelrahim (via Opera News )
تعليقات
AdelBakr_01
02-22 00:40:27الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته كان فنان جميل شكرا للكاتبه هديل عبد الرحيم علي المنشور
Aser_Azmy
02-21 22:08:32علامات
GUEST_6DdqQn5kp
02-22 16:07:27فنان محترم وجميل ومحبوب جدا. جدا الله يرحمه. مش هايتكرر تاني