استيقظت خلود من نومها لتبدأ يومها الجديد، وما إن فتحت عينها حتى تذكرت شجارها مع أمها ليلة أمس وكيف أن أمها كانت غاضبة منها جدا، وقالت خلود في نفسها لا بد أن أمها لا زالت غاضبة منها، ففكرت أن تخرج وتحاول إصلاح الأمور ،وتحركت خارج غرفتها تبحث عن امها ولكنها شعرت وكأنها خفيفة جدا على الأرض.
وحين خرجت وجدت امها تجلس حزينة شاردة وتضع يدها على خدها في حزن، اقتربت خلود من امها وقالت اما زلتي غاضبة مني يا امي انا اسفة حقا ، ولكن امها لم ترد عليها ولا حتى نظرت اليها، فاكملت خلود كلامها لهذه الدرجة يا امي انتي غاضبة مني، لا يا أمي فأنا ابنتك الصغيرة المدللة ولا أستطيع تحمل غضبك علي ولكنها لم تجبها مرة اخرى ولم تنظر اليها ، كل ما فعلته انها نظرت الى صورة خلود المعلقة على الحائط في حزن وتركتها وهي تنادي عليها ودخلت غرفتها، نظرت خلود الى اثرها في يأس قائلة حسنا سأذهب الى جامعتي الان وحين اعود سأحاول ان اتحدث معها مرة اخرى .
دخلت خلود الغرفة كي ترتدي ملابسها ولكن حدث شيء غريب فكلما حاولت ان تمسك بأي شيء لا تستطيع وكأنها أصبحت هواء يمر بداخله أي شيء.
حاولت خلود مرارا وتكرارا أن تمسك بملابسها كي ترتديها ولكن دون فائدة، فكانت تمر من بين يديها دون أن تمسكها، وجرت خلود نحو غرفة أمها تستنجد بها وحاولت أن تطرق باب غرفتها لكنها لم تستطع ان تطرق الباب، ووجدت يديها تنفذ من الباب كالهواء وفجأة فتحت امها الباب فركضت خلود نحوها وحاولت ان ترتمي في حضنها لكنها كانت كطيف مر من خلالها، ظلت تنادي عليها وهي تبكي امي امي لما لا تجيبيني يا امي، اخبريني ماذا يحدث لي، لكنها لم تجبها مجددا.
ركضت خلود الى الشارع بملابس البيت ، وهي تريد ان يراها احد ما او يحدثها، ولكن دون جدوى فالجميع يمرون من حولها وهم لا يرونها، فقررت ان تذهب الى جامعتها لعل اصدقائها يجيبونها فهم الاقرب اليها، وظلت تركض وتركض وكانت خفيفة كالريشة كأنها تطير، وحين وصلت الى الجامعة بحثت عن اصدقائها حتى وجدتهم ونادت عليهم ولم يلتفت احد اليها، وسمعت احدهم يقول هل تتذكرون خلود فقالت احداهن قائلة لماذا تذكرتي هذه الحمقاء الان فأجابتها الم تكن صديقتكم فقالت الاخرى وهي تضحك بسخرية بالطبع لا لقد كاانت مجرد فتاة حمقاء نسخر منها وتفعل كل ما نطلبه منها دون تفكير، كانت خلود تسمعهم والصدمة تلجمها ، اهذه هي نظرتكم الي، كانت خلود تظنهم اقرب اصدقائها الي قلبها، تسمع نصائحهم وتسير معهم، ولم تكن تعرف انها بالنسبة لهم مجرد لعبة يسخرون منها، ابتعدت عنهم ورأت صديقتها ايناس تجلس وحيدة وحزينة ، لقد كانت ايناس اقرب صديقة لخلود منذ الصغر، حتى انهم التحقوا بنفس الكلية سويا ، لكن خلود حين تعرفت بالاخرين تركت ايناس ولم تعد تهتم بها،الآن فقط عرفت خلود ان ايناس هي صديقتها الحقيقية.
ركضت خلود نحو ايناس في شوق ، ايناس صديقتي الوحيدة انقذيني مما انا فيه فانتي وحدك من تعرفينني جيدا، اخبريني ماذا يحدث لي، ولكنها هي الاخرى لم تجبها، ولم تنظر اليها، كانت ايناس تجلس حزينة شاردة ، اقتربت منها احدى زميلاتها قائلة ما بكِ يا ايناس؟ الم يكفك حزنا؟ مر عام حتى الآن وانتي ما زلتي تتذكرين خلود وحزينة عليها، نظرت اليها ايناس في حزن قائلة وكيف انساها ، انتي لا تعلمين مدى حبي لصديقتي خلود، لقد كانت دائما رفيقتي واختي، نظرت خلود اليهم في تعجب لماذا يتحدثان عنها هكذا، ولماذا لا يرونها؟!
اخيرا فهمت خلود ماذا يحدث لها لقد ماتت منذ عام وهذه روحها تندم بعد فوات الأوان على تفريطها في الأشخاص الذين يحبونها، وفجأة استيقظت خلود من النوم لقد كان حلما عجيبا، وقامت مسرعة نحو والدتها لتعتذر لها ولتحكي لها اغرب قصة بعد عودتها من الموت.
Content created and supplied by: إسراءنورالدين (via Opera News )
تعليقات