هي قصة نادرة، تحول فيها مدمن مواد مخدرة إلى معالج في تحد يثبت أن الإرادة بعد توفيق الله قادرة على تحقيق المستحيل.
بدأ كريم سعد ابن السابعة والعشرين عاماً حديثه عن رحلته من الإدمان إلى المعالجة قائلا : كنت أعتمد في حياتي بشكل كامل على والدى، فكان من الطبيعي أن يسبب لي رحيله صدمة، وحاول اخوتي الكبار تأدية دور الأب لكن غيابه لا يشغله أحد.. بعد فترة، كنت أحب التجمع مع أقاربي وبدأت فى تكوين صداقات عشوائية، و في أول يوم من العام التاسع من عمري كان اللقاء مع أول سيجارة حشيش، التي خلقت لي عالماً مختلفاً من الدهشة.
مرت فترة وأنا منغمس في تدخين الحشيش والسجائر، بدأت أشعر بالألم فى صدرى خصوصًا وأني كنت أمارس رياضة كرة القدم والچودو،. لجأت لأصدقائي فاقترح أحدهم عليّ نوعًا من الحبوب و أعطاني جرعة منه كي أجربه أملًا في تخفيف الوجع، وبعد استمراري في تناول تلك الحبوب بفترة اكتشفت أنها "الترامادول".
بعدها كنت قد انزلقت بالفعل في طريق الخمور والكحوليات، وبحلول سن الثالثة عشرة كنت أتعاطى الهيروين بالفعل حتى شعرت بالأمور تخرج عن نطاق سيطرتي ، فتدهورت حياتي على جميع الأصعدة حتى اضطررت للاعتراف لأمي بتعاطي المخدرات.
وبعد وقفة مع النفس قررت خوض رحلة التعافي، وازدادت قناعتي بالخطوة بعد أن تأكدت بأني مريض إدمان ولست مجرمًا، وعلمت أن للإدمان صوراً عديدة ويكاد يكون إدمان المخدرات أبسطهم.
أنا الآن متعافى منذ 13 عاماً ، عدت للدراسة بالجامعة وللعمل وبصدد اجتياز دورات تدريبية لعملي، و أعمل حالياً كمعالج إدمان لإني لم أكتف بكوني مجرد مشرف، وحصلت على دبلومة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ودرست ثلاث مدارس لتعديل سلوك وسمات الإدمان من مركز الحرية المعتمد من الولايات المتحدة الأمريكية ، والتحقت بدورة تدريبية عن التنمية البشرية ودورات تدريبيةأخرى في علم الاجتماع.
وتابع: الآن تغيرت حياتي بالكامل، وعادت ثقتي واحترامي لنفسي وكذلك ثقة أهلي بي، أشعر بالراحة و الطمأنينة بعد تحملي للمسئولية وإحساسي بأني لست عبئاً على أحد، والأهم .. أني قررت ألا أعيش منعزلاً لأن العزلة كانت سبباً في الانجراف لكل المخاطر، وبالفعل بدأت أشغل نفسي بما ينفع.
المصدر: https://www.youtube.com/watch?v=hdSMVe3Tbl8
Content created and supplied by: hanyshams (via Opera News )
تعليقات