لا ينبغي أن تستعر من مهنة والدك طالما يعمل في مهنة حلال، فعامل النظافة هو أهم عامل في العالم، إذا لولا الله ثم هو، لكان كل العالم ممتلأ بالقاذورات والأمراض، وهذا ما تتحدث عنه قصتنا اليوم، نهلة فتاة تبلغ من العمر ١٧ عاماً تدرس بالصف الثاني الثانوي، يعمل والدها عامل نظافة، يوفر لها كل ما تحتاجه، ويغمرها بالحنان، كان يلبس الملابس البالية حتى يستطيع شراء ملابس جديدة لابنته نهلة لكن نهلة تتذمر دائماً، ولم تكن تذكر مهنة والدها أمام صديقاتها، وتقول له كل يوم "أنت ليه مش زي آباء أصحابي"، كان والداها يكتفى بالصمت، عندما كان يذهب إليها في المدرسة، تذهب بعيداً عنه.
وفي أحد الأيام كانت نهلة في طريقها إلى المدرسة ولم تأخذ مال فذهب والدها سريعاً إلى المدرسة حتى يعطيها المال، وعندما وصل كانت نهلة تقف مع أصدقائها، فاقترب منها بابتسامة، ويمد يده إليها يعطيها المال، فما كان من نهلة إلا أن قالت له "لماذا جئت إلى هنا، لا أريد أن يعرف أصدقائي أنك والدي، اذهب من هنا"، وتركته وغادرت، نزلت دمعة من عيني الأب، وغادر المدرسة، وأثناء عبوره أحد الطرقات، لم يرى هذا السيارة التي تأتي نحوه، فاصطدم بها، ومات.
عندما علمت نهلة بالخبر أسرعت نحو المستشفى لترى والدتها وهناك أخبرها الطبيب بموته وأعطاها ورقة أخبرها أن والداها اوصاه بأن يوصلها لك، وبالفعل أخذتها نهلة وبعد إتمام إجراءات الجنازة، عادت إلى البيت وفتحت الرسالة لترى بداخلها " ابنتي العزيزة نهلة، عندما وضعتك أمك وتوفت أثناء ولادتها بك، اخذتك، كنت أجمل شئ في حياتي، حرمت نفسي من الطعام لأيام".
وتابع "صرت أكل الخبر فقط لأيام ، حتى أوفر لكِ المال وتشتري الملابس، لا أعلم لماذا تعامليني هكذا، لن يحبك أحد أكثر مني، اكتب هذه الرسالة لأنني أشعر أن عمري على وشك الانتهاء، أريدك أن تنتبهي على نفسك وتناولي طعام جيداً وادرسي جيداً والداك "، بكت نهلة كثيراً فقد فقدت أكثر إنسان يحبها، ومنذ ذلك الحين وصارت تفخر بوالدها ومهنته، وتطلب من أصدقائها إلا يحزنوا والدهم فهو أغلى شئ في هذا الكون.
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات