شاب نشأ في أسرة فقيرة، لكنه تربى على طاعة الله، وأنه اذا أصابه شئ يلجأ إلى الله، مهما كان الأمر صعب، وإذا أراد شئ، لجأ اللي الله، وبالطبع سعي لأجل ذلك، كانت والدته من صغره تخبره بذلك، أن يذهب إلى الله في كل شئ، ويطلب منه، فرغم ضعف الحال، إلا أن الأسرة كانت تمتلك يقيناً بالله كبيراً، وهذا ما تتحدث عنه قصتنا اليوم، وبطل قصتنا اليوم هو الشاب " حذيفة" يبلغ من العمر ٢٨ عاماً، لم يكمل تعليمه، ولذلك بسبب وفاة والده عندما كان حذيفة يبلغ من العمر "١٢ أعوام" فقرر أن يخرج من التعليم حتى يعمل ويستطيع أن يصرف على أشقاءه فهو اكبرهم، ولديه ثلاث بنات "عائشة / صفية / خديجة".
وكافح الشاب حذيفة، وقضي حياه كلها كفاح، ورضا على كل حال، وعندما بلغ الشاب حذيفة عامه السادس والعشرون، اراد ان يكمل نصف دينه، فتزوج من بنت إحدى الجيران، تدعي "كريمة"، وهي فتاه طيبه وتتمع بأخلاق، وسمعة طيبة، وبرغم أن الشاب يعمل باليومية الا أنه ما زال يعيل والدته واشقائه، وزوجته كريمه تعينه على ذلك، ولا تتذمر، بل تشجعه على ذلك، حيث يتناول "حذيفة وكريمة"، مع والده حذيفة واشقائه البنات، وكان الزوجان سعيدان، ويعيشان حياه سعيدة، وهادئة، وكان حذيفة راضياً بقضاء الله، وتيقن أن الله عوضه عن ما عناه في حياته، بزوجته خديجة، ولكن كالعادة لا نعلم ما يخبأه لنا القدر، فقد انزلفت ساق كريمة، و تعرضت للكسر، وعندما فحصها الطبيب قال، ستحتاج إلى عملية جراحية في ساقيها الاثنين، وتبلغ تكلفه العملية 11580 آلالاف جنيه، وسيتم إجراء العملية الجراحية في تمام الساعة التاسعة صباحاً ويجب أن يتم إجراء العملية الجراحية على وجه السرعة، وينبغي أن يتوفر المال.
هذا رقم كبير، ولا يعرف حذيفة متى سيدبره، فاسرع حذيفه للذهاب إلى المنزل، وفتح الخزنة، فوجد بداخلها 500 جنية، حزن حذيفة بشدة، واحتار ماذا يفعل، وكيف سيتم إجراء العملية، فهو حتى لا يمتلك ربع هذا المال، فلذلك ذهب حديقة إلى أقاربه، وابلغهم بالأمر، لكنهم اعتذروا له وقالوا "لا نمتلك المال"، فذهب إلى أصدقائه، لكنهم جميعهم أبدوا اعتذارهم، وقضي حذيفة الليل كله يطلب من معارفه وأصدقائه بعض المال على وجه السلف، حتى تعب بشدة، وكاد حذيفة أن يجلس على الأرض، في الطريق وقال "كل الأبواب اغلقت في وجهي" ، لكنه سرعان ما لاحظ أن المسجد بابه مفتوح، وليس مغلق على غير العادة، فلذلك فرح بشدة، وردد " كل الأبواب اغلقت في وجهي الا باب واحد فقط"، وأسرع نحو المسجد، وتوضأ، وبدأ في الصلاة"
وفي السجود دعا حذيفه الله أن يحفظ زوجته، واثناء سجوده، خانته دموعه وبكي بصوت عالي وقال " يا رب ذهبت لكل الناس ولم يساعدني احد، وكلي يقين انك سوف تساعدني ولن تردني خائباً، يا رب أنني احتاج إليك بشدة "، واستمر حذيفه في الاستغاثة برب العالمين، بشكل لفت انتباه أمام المسجد، فلذلك ذهب الإمام إلى حذيفه وقال له، ماذا بك يا بني فأخبره حذيفه وقال له حذيفة يا شيخ" زوجتي سوف يتم تخضع لعملية جراحية في الصباح، وليس معي المال، وقد ذهبت لكل اصدقائي، واقاربي لكنهم تهربوا مني، وظلت اذهب لكل شخص اعرفه حتى تعبت، واصابني اليأس، ولكني نظرت حولي فوجدت المسجد، فقلت هطلب من ربنا واكيد من هيردني خائب"، أخبره أمام المسجد أنه فعل الصح، وأنه لا يمتلك المال، فلو كان يمتلك لما بخل عليه.
واستمر حذيفه في مناجاة ربه، حتى اذن الفجر، وحضر الناس لصلاة الفجر ،وبعد الانتهاء من الصلاة، قال رجل ويبدوا أنه ليس من سكان المنطقة وقال" رجاءاً اسمعوني دقيقة من فضلكم ، انا أمتلك عمارة ومتجر، ويوجد عليها زكاه، وأنا اسكن جديد، ولا أعرف أحد في هذه المنطقة، وارجوكم أن تدلوني على شخص يحتاج إلى أموال عسي أن يجعلني الله سبباً في فك كربه"، فقال الإمام، "وكم تبلغ زكاتك" قال الرجل "11580" فبكي الإمام، مما ازهل الحضور، فقال لهم الإمام سوف تعلمون الان لما ابكي، وبحث عن حذيفة فوجده يصلي فانتظره حتى انتهى من صلاته، وامسك بيده وقال له " أخبر الناس بأمرك"، فقال له حذيفه " لقد اخبرتك يا أمام اني زوجتي تحتاج لعملية جراحية وانا لا أملك المال" فقال له الإمام وهي يبكي "وكم يبلغ سعر العملية الجراحية" فقال حذيفة " 11580"، فكبر الحضور وبكي كل من في المسجد بما في ذلك حذيفة.
وسجد حذيفة لله رب العالمين، وبكي بشدة وقال " كنت أعلم يالله أنك لن تخذلني ابداً"، وبكي كل الحضور على بكاء حذيفه، وشكر حذيفة الرجل بشدة، واخذ المال، وذهب مسرعاً نحو المستشفى، وتم إجراء العملية بنجاح، وعادت كريمة إلى منزلها، وطلبت من حذيفة أن يخبرها من أين حصل على المال فاخبرها بما حدث فبكت بشدة، وقالت " الله عز وجل لم يخذل يد عبد رفعها له بالدعاء"، الفائدة من القصة، أسعى في طلبك، وأيضاً اطلبه من رب العالمين، وإذا ضاق بك الحال، فالجأ إلى رب العالمين، فاللهم استجب دعائنا ويسر امورنا وحقق لنا ما نتمنى وارزقنا من حيث لا نحتسب يارب العالمين،وفي الختام اتمنى ان تنال القصة اعجابكم، واتمنى لكم قراءة ممتعة، وشكرا لكم .
Content created and supplied by: سميةخالد (via Opera News )
تعليقات