هناك بعض الخرافات التي تسيطر على الكثيرين ولا يستطيعون الاستغناء عنها, وكل هذا يحدث بسبب قلة العلم وقلة الدين, فمن يتمسك بهذان الأمران لن يضل عن طريقه أبدا ولن يجرف في تيار الخرافات مهما كانت قوية ومسيطرة على كثيرين, ونحن في أحداث قصتنا لهذا اليوم سوف نوضح أحدى تلك الخرافات الشائعة.
أبطال قصتنا هم مسعد وريهام, لقد كان مسعد شاب في مقتبل العمر شاب طموح يعمل ويجتهد من أجل ان يحصل على الحياة السعيدة المريحة, لقد خرج مسعد من رحم الفقر والمعناة إلي حياة الأثرياء والاغناء فكل هذا لم يأتي من فراغ ولكنه من تعب دائم واجتهاد في عمله واخلاصه الشديد له, وأما على الطرف الأخر فهناك ريهام تلك الفتاة الجميلة التي تشبه القمر في يوم تمامه.
لقد كانت ريهام تدرس الطب لقد كانت هي الأخرى مجتهدة ولكن في تعليمها, كل من مسعد وريهام كان يسعيان في دربهم الخاص بهم, ولكن شاءت الأقدار ان تجمع دروب هذان الأثنان, في أحدى الايام كان مسعد مسرعا بسيارته من أجل اللحاق باجتماع هام وفي أثناء ذلك ظهرت امامه فتاة من العدم, حاول جاهدا أن يتجنبها ولكن جانب السيارة قد أصطدم بها, فهم مسعد على الفور ووضع الفتاة داخل السيارة وذهب بها مسرعا إلي أقرب مشفى, وهناك لقد استعادت ريهام الوعي وأول كلمة قالها مسعد أنه متأسف وسوف يفعل أي شيء من أجلها, ومن هنا نشأت علاقة حب بين مسعد وريهام.
حتي جاءت اليوم الذي تقدم فيه مسعد إلي ريهام ليجمعهما بيت واحد ويعيشان سويا, وبالفعل وافق والد ريهام عليها وكانت الخطبة فالزواج, وبعد ليلة الزفاف بيوم قد سمع مسعد خبر حزين جدا لقد سمع أن شركته ومخازنه قد اشتعلت بهم النيران ولم يبقى منهم شيئا, ومن هنا تحول مسعد من شخص إلي أخر حتي أنه أصبح يلبس ملابس بالية ويقوم بأشياء غريبة, ومن أغرب تكل الاشياء أنه لم يعد يستحم ومنذ تلك الليلة لم يضع مسعد الماء على جسده.
لقد ملت ريهام من هذا الوضع وحاولت أكثر من مرة أن تتكلم مع مسعد وتحاول أن تفهم لماذا يقوم بكل هذا وحاولت أكثر من مرة ان تأخذه إلي طبيبه, ولكنه كان يرفض كل المحاولات حتي أنه معظم الوقت كان يبقى خارج المنزل بساعات طويلة ولا يعود إلي بضع دقائق ثم يعود للخارج مرة أخرى, ولكن ريهام لم تكن تملك من أمرها شيئا في هذا الوقت لأنها كانت حامل ولا تستطيع ان تترك زوجها في هذه المحنة, حتي مر 10 أشهر من الزواج وبقي مسعد كما هو يرتدي الملابس البالية ويضع التراب على وجه وشعره ولا يستحم حتي ظهرت التقرحات على جلده.
وبعدما أنجبت ريهام الطفل لم تتعد تتحمل الوضع, ولا فكرة أن الحسد يفعل كل هذا, وأنه لكي يتجنب الحسد عليه أن يفعل تلك الأمور الغريبة والمجنونة, لم تملك ريهام من أمرها شيئا إلا أنها تركت المنزل وذهبت لتعيش في بيت والدها حتي يعود مسعد إلي سابق عهده, وأن لم يفعل ستظل في بيت والدها حتي يحين هذا الوقت.
حاول الكثيرين أن يتكلموا ويتحدثوا مع مسعد بخصوص هذا الأمر والعجيب في الأمر انه بكامل قواه العقلية وليس بشخص قد فقد عقله أو مجنون, وكل تلك المحاولات قد باءت بالفشل ظنا منه أن يستطيع أن يحافظ على ما تبقى من ثروته بتلك الطريقة, فمل والد ريهام من تلك الحالة وطلق ريهام من مسعد, لتكون تلك نهاية قصتنا.
فهل المال من دون العلم هو أمر خطر أم لا؟... أترك تعليقك.
Content created and supplied by: واقع (via Opera News )
تعليقات