تعتبر الصداقة من أهم الأشياء التي من الممكن أن يمتلكها الإنسان في حياته ، فجميعا نحتاج إلى صديق ودود مقرب إلينا يكون بجانبنا في لحظة ضعفنا وفي لحظة فرحنا فالمعظم منا يظل جوال حياته بسعي في الدنيا لكي يحصل علي صديق واحد صالح يكون معه ، فإذا حصلت على هذا الصديق فلا تتركه مهما دارت الايام وأصبح صديقك هذا لا يفيدك .

وهذا ما تدور حوله أحداث هذه القصة ، أنا شيماء عمري حوالي 38 عام متزوجة ولدي ولد وبنت سعيت طوال حياتي للحصول علي صديقة تظل معي ونكون معا في السراء والضراء ، بالطبع تعرفت علي الكثير طوال حياتي ولكن جميعهم كان يرحلون و ينشغلون في حياتهم ولا أحد منهم يعطي حق الصداقة .

إنتقلت أنا وزوجي وأولادي إلي مدينة جديدة بسبب تغير مكان عمل زوجي ، إنتقالنا إلي هذه المدينة تاركيني كل الاقارب والاهل وكل من نحب ، ذهبنا إلي بلدة بعيدة لا نعرف بها أحد علي الإطلاق حتي لم نعرف مكان المدارس الذي سوف يذهب إليها الاولاد .

فما كان مني أن أقوم ببعض العلاقات هناك لكي نعرف المدينة وأهلها وكل شيء هناك ، وبالفعل كان أول شخص تعرفت عليه وأول باب طرقت عليه هو باب جارة تسمي وفاء ، وفاء سيدة في عمر الأربعين لديها ولد واحد يسمي أحمد توفي زوجها منذ فترة كبيرة تعيش مع إبنها بمفردهم.

ومع معرفتي إليها والتقرب منها وجد أفضل صديقة التي كنت أبحث عنها طوال حياتي ، وفاء سيدة تحمل الكثير من الصفات الجيدة التي من الممكن ان يبحث عنها أي صديق في صديقة ونعم كانت نعمة الصديقة إلي في كل وقت .

كان أحمد ابنها يعتبر كل شيء بالنسبة لها هو حياتها تخشي عليه من أي شئ ، وفي يوم ما حدث خلاف بينهم وترك المنزل ليلا ، جائت إلي وفاء طالبه للمساعدة في البحث عليه وهي في حاله جنونية بحثنا ولكن لم تعثر عليه ، ظل مفقودا بعض الوقت ودخلت صديقتي في حالة إنهيار عصبي وبعدها علمنا أنه مات في حادث ، طلب منا الطبيب عدم إخبارها وإلا ستموت ولم تتحمل وبالفعل خبئنا عنها هذا الخبر المحزن الذي أحزن البلدة جميعاً .

ومنذ هذا الوقت تأتي إلي في نفس الوقت الذي ترك به أحمد البيت في هذا اليوم وهي في حالة جنونية للبحث عنه ، أذهب معها وقلبي يتقطع من كثرة القهرة علي حالتها التي أصبحت بها فقد فقدت عقلها ولا أستطيع أن أخبارها بالحقيقة .

Content created and supplied by: Loli2020 (via Opera News )