قد يواجه بعض الناس موقف ما ولا يحسنون التصرف، مما يجعلهم يشعرون بالندم، ويتمنون أن يعود بهم الزمن للوراء من أجل إصلاح ما أفسدوه، لكن ليس دائماً يكون للإنسان فرصة ثانية من أجل إصلاح ما أفسده.
بطل قصتنا اليوم هو أشرف، رجل أربعيني متزوج ولديه طفل وطفلة، كان عمله يستنفذ أغلب وقته، وكانت والدته المسنة تعيش بمفردها، فكان يسأل عليها من حين لأخر، وكانت زوجته دائماً ما تطلب منه إعطاء بعض الوقت لها ولأطفاله، لكن ظروف عمله كانت تمنعه من ذلك.
وفى أجازة منتصف العام وعد زوجته أن يذهبوا جميعاً فى رحلة إلى إحدى القرى السياحية، وبالفعل جاء موعد الإجازة وحجز كل شيء واستعدوا للسفر، وقبل ساعات قليلة من المغادرة اتصلت به جارة والدته تخبره بأن أمه مريضة، وطلبت منه الحضور.
أسرع أشرف إلى منزل والدته، فوجد جارتها بجوارها، وأخبرته أنها اتصلت بالطبيب الذى حضر وأخبرها بأنها تعانى من إلتهاب رئوي حاد، ويلزمها عناية جيدة، فاتصل أشرف بزوجته يخبرها بما حدث وطلب منها إلغاء السفر، ولكن زوجته غضبت بشدة ورفضت إلغاء السفر.
احتار أشرف فى الأمر، ثم هداه تفكيره أن يطلب من جارة والدته رعايتها حتى يعود من سفره، ووافقت الجارة وسافر أشرف حتى يرضي زوجته، وكان يتصل بجارة والدته يومياً ليطمئن عل صحة أمه، وفى نهار أحد الأيام اتصلت به الجارة تخبره أن والدته توفيت.
شعر أشرف بحزن وندم شديدين، وما زاد الأمر صعوبة عليه، تلك الرسالة التى تركتها له والدته مع جارتها، حيث طلبت منها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة أنها تمنت أن يكون ابنها مع فى هذه اللحظة، كما كانت هى معه لحظة ولادته، كانت صدمته قوية عند سماع تلك الكلمات، فبكي بحرقة واحتضن جثمان والدته، وطلب منها السماح والمغفرة، لكنه كان يعلم أن الوقت قد فات، وأن الزمن لن يعود للوراء من أجل تحقيق رغبة أمه.
Content created and supplied by: Totamalika (via Opera News )
تعليقات