استيقظت نور من نومها مفزوعة بسبب الحلم الذي رأته في منامها، وما ان استيقظت حتى سمعت الباب يغلق، نظرت في الساعة فوجدتها الواحدة صباحا وخرجت لترى ما في الخارج فلم تجد أحد، بحثت عن ابنتها أميرة فلم تجدها في المنزل فوقفت في الشباك تنظر إلى الشارع فوجدت ابنتها تستقل سيارة أجرة وتنطلق في طريقها.
خرجت نور مسرعة من المنزل واستقلت سيارة أجرة وتبعت ابنتها فرأتها تنزل من السيارة وتركب سيارة أخرى مع فتاة ما وتنطلقان سريعا.
تبعتهم نور حتى وصلا إلى مكان أشبه بالديسكو ونزلت الفتاتان من السيارة وصافحا شابين يقفان أمام المكان، وقبل أن يدخلا كانت نور تقف أمام ابنتها أميرة وتأخذها من يدها ليعودا للمنزل.
جلست نور أمام ابنتها أميرة وهي توبخها على فعلتها هذه وأنها كانت على وشك أن تضيع نفسها، وجلست أميرة أمامها حزينة تحاول الاعتذار على تهورها وتصرفها الطائش.
تذكرت نور حياتها السابقة بسبب فعلة ابنتها هذه، حياتها التي لم تعرف عنها ابنتها شيئا، وقررت نور أن تحكي لابنتها لعلها تتعظ.
نشأت نور في الحقيقة في عائلة غنية جدا، وفي الفيلا الخاصة بعائلتها كانت تقام الحفلات والسهرات طوال الوقت، لكن نور لم تكن تحب هذه الأجواء أبدا، مع ذلك لم تعرف كيف تخرج منها، وكان والديها منشغلان عنها دائما بالأعمال والحفلات ولم يهتما بها أبدا.
خطبت نور وهي ما زالت في الثانوية لابن صديق والدها وكان اسمه خالد، كان يحب السهرات والحفلات هو الآخر ويطلب من نور الذهاب معه لكنها كانت ترفض دائما وكان ينعتها بالمعقدة.
التحقت نور بكلية التجارة وفي أحد الأيام رأت فتاة تجلس وحدها تقرأ كتابا، أحبت نور الفتاة دون أن تعرفها فقد كانت محجبة وجميلة ويبدو عليها السكينة والراحة.
اقتربن نور من الفتاة وجلست بجوارها لكن الفتاة لم تنتبه إليها إلا بعد مرور وقت طويل، فسألتها نور عن الكتاب الذي تقرأه فأخبرتها أنه القرآن الكريم، فقالت لها نور أكيد الكتاب الذي تقرأيه رائع جدا لأنك لم تنتبهي إلي أبدا، وردت عليها البنت طبعا لأنه كتاب ربنا.
ودخلت مجموعة بنات أصحاب نور من صغرها ورأوها جالسة بجانب فتاة ما فقالوا لها باستهزاء نور لماذا تجلسين بجانب الشيخة روح، ستكونين مثلها!!
غضبت نور كثيرا من كلام الفتيات وطلبت منهم أن يتوقفوا عن ذلك، ثم قالت لروح أنها أحبتها وأحبت اسمها وطلبت منها أن تكون صديقتها، وبالطبع وافقت روح وأصبحتا صديقتين.
عادت نور إلى منزلها وبدأت تقرأ في مصحفها وعندما اذنت العشاء بكت وقامت لتصلي لأول مرة في حياتها.
دخلت والدة نور عليها وهي تجلس على سجادة الصلاة فتفاجأت وسألت نور عما تفعله ثم نظرت لها نظرة غريبة وطلبت منها أن تبدل ملابسها لأنهم سيسهرون في الخارج، لكن نور أخبرت والدتها أنها لا تريد الذهاب لأي مكان.
وجاء الصباح وارتدت نور ملابسها للذهاب للجامعة ولترى روح صديقتها بالتأكيد، وحاولت تنسيق ملابسها لتبدو محتشمة ولترتدي حجابا عليها، ووصلت نور الجامعة وما إن رأت روح حتى طلبت منها الذهاب معها لشراء ملابس محتشمة، وذهبت روح معها وهي سعيدة بقرار صديقتها واشتروا ملابس محتشمة بألوان مبهجة وجميلة.
اعترض والدا نور على ملابسها لأنها لاتناسب مجتمعهم لكن أمام إصرار نور لم يستطيعا فعل أي شيء، وبمرور الوقت أصبح والديها يصليان ويحاولان تغيير حياتهم للأفضل.
كانت نور تحكي كل هذا لابنتها وهي تبكي لأن صديقتها روح قد ماتت في حادث سيارة، لكن بالرغم من موتها إلا أنها جاءت لصديقتها في المنام كي تنقذ ابنتها، لتكون بذلك منقذة الأم والابنة أيضا من طريق الظلام ولتأخذ بيدهم إلى النور.
Content created and supplied by: إسراءنورالدين (via Opera News )
تعليقات