بالرغم من التطور والانفتاح الثقافي الذى نعيشه حالياً إلا أن هناك بعض التقاليد والمعتقدات المغلوطة مازالت تحكم مجموعات كبيرة من الناس، وما أصعب أن يعيش شخص مثقف وسط هذه النوعية من الناس، وفى قصة اليوم نتحدث عن أحد أولئك الذين يعانون من العيش وسط تلك الأفكار المغلوطة.
ممدوح شخص على قدر كبير من الثقافة، يحضر رسالة الماجيستير بعد أن تخرج من كلية العلوم، يعيش فى إحدي القرى البسيطة، وسيرته طيبة بين أهل قريته، وطالما تفاخر الأب البسيط بابنه الذى كان من القليلين الذين وصلوا إلى هذا القدر من العلم فى قريته.
أراد الأب أن يرى ابنه عريساً، فقد تزوج كل من هم فى عمره وأصبح لدى بعضهم أطفالاً، وبالرغم من عدم اهتمام ممدوح بهذا الأمر، إلا أن والده كان ينصحه بالتفكير فى الأمر بجدية حتى لا يمر قطار العمر ويجد نفسه وحيداً دون عزوة.
اقتنع الشاب بكلام والده الذى رشح له إحدي بنات القرية صاحبة التعليم المتوسط، وكان هذا أفضل اختيار متاح من وجهة نظره، وبالفعل قام الشاب بزيارة أهل الفتاة، وحدث القبول وتم تحديد موعد الزفاف.
تزوج ممدوح وكانت الفتاة مطيعة ولها طبع هادئ، وكانت دائماً ما تحاول أن تجاري عقلية زوجها، ويمر العام الأول وقد رزقهم الله بطفلة جميلة، وشعر وقتها ممدوح أن حياته قد تغيرت تماماً، وأدرك مدي روعة شعور أن تصبح أباً.
تكبر البنت أمام عينيه، ويرزقه الله بغير حساب، وها هو قد أصبح دكتور جامعي، ولكن يحدث ما يعكر صفو حياته، والسبب فى ذلك كانت تلك الأفكار التى اعتنقها أهل قريته وبالطبع تأثرت بها زوجته ولم تغيرها تلك السنين التي عاشتها مع زوجها.
عاد ممدوح من عمله مبكراً بعد أن شعر ببعض الإرهاق، وكانت مفاجأة صادمة تنتظره فى المنزل، فقد وجد حماته وزوجته ومعهم إمرأة فى غرفة ابنته التى كانت تصرخ فى رعب، كانت تلك المرأة تريد إجراء عملية الختان للبنت البريئة.
استطاع ممدوح إنقاذ ابنته من تلك الكارثة، لكنه طلق زوجته التى طالما حذرها من فعل هذا الأمر، ولكنها خضعت لضغط أمها وأرادت أن تضعه أمام الأمر الواقع، وأقسم ممدوح على تربية ابنته تربية صحيحة، بعيداً عن أفكار ومعتقدات أهل القرية.
Content created and supplied by: Totamalika (via Opera News )
تعليقات