القضاء والقدر يحددان كل شيء في حياة الأنسان, فلكل منا نصيب ورزق في هذه الحياة ويجب علينا أن نرضى به ونستسلم للأمر الواقع, وتلك ليست دعوة للتكاسل والاهمال فسيدنا على رضى الله عنه قال" الرزق رزقان رزق يطلبك ورزق تطلبه", فلك رزق سوف يصل إليك من دون أن تطرف برمش عينك وهناك رزق أخر يجب عليك أن تبذل العرق وتضحي من أجل أن يأتي إليك, فهذه هي الحياة بكل بساطة.
بطل قصتنا هو مسعد لقد كان حارس في فيلا الدكتور مؤمن منذ أكثر من 20 عاما, وحتي بعد أن سافر الدكتور مؤمن هو زوجته وأولاده الأثنين إلي أوروبا ليكمل الأولاد دراستهم, ظل العم مسعد حارس للفيلا وظل يبعث له الدكتور مؤمن الراتب الشهري باستمرار من دون انقطاع, فظل العم مسعد يعيش بمفرده داخل جدران غرفته من دون أنيس ولا زائر.
فالجميع كان مستغرب من حال هذا الرجل الصامت طوال الوقت ولا يتحدث إلا أحد, فكان شريف البقال أول رجل يتحدث إليه منذ مدة بعيده وكان يجلس معه كل صباح ويفطر معه ويشرب الشاي ومن ثم يعود مسرعا إلي الفلا حتي لا يدخل سارق أو يعبث بها أحد, فظلت حياة العم مسعد على تلك الشاكلة كانت حياة بسيطة أو بالأخص منعزلة عن الجميع.
وذات ليلة والعم مسعد يحضر العشاء فسمع طرق على الباب في حوالي الساعة العاشرة مساءا, فتعجب مسعد من هذا الأمر فقام على الفور وفتح الباب, وإذا به يجد الدكتور مؤمن قد القى عليه السلام, فطلب منه مسعد أن يدخل ويجلس حتي يجهز له الشاي, فعلى الفور وضع العم مسعد براد الشاي واخذ يرحب بالدكتور مؤمن, وبعدما أحضر الشاي وجلس بجانبه على الأريكة, فسأله مسعد بتعجب" خطوة عزيزة يا دكتور, ولكن ما هو الأمر الذي دفعك للعودة؟".
فأخذ الدكتور مؤمن رشفة من الشاي ثم قال له" سوف ابيع الفلا يا مسعد", فصمت مسعد وظهرت على وجه علامات الخوف والتوتر هل سوف يطرد في الشارع بعد كل تلك السنوات؟, فأكمل الدكتور مؤمن" لا تقلق يا مسعد فأنا لن أتخلي عنك, أمامك خيران أما أن تظل تعمل في الفلا حارس مع المشغل الجديد أو تسافر مع إلي أوروبا", فساد السرور وجه مسعد مرة أخرى وقال" نعم يا دكتور سوف أذهب معك أي أوروبا, ولكن أعذرني علي أن أذهب إلي أمي لأودعها ثم أتيك في اليوم التالي", فوافق الدكتور مؤمن.
فعلى الفور ذهب العم مسعد إلي أمه وقلبه يدق بسرعة عالية فهو منذ 20 عام وهو مغادر المنزل ولا يعلم أحد عنه شيئا, فعندما وصل إلي البيت وجد طفل يبلغ من العمر 10 سنوات واقف امام المنزل وعندما أقترب من المنزل وإذا به يدخل على الفور ويقول" هناك رجل", فخرج أخيه من المنزل وعلى وجه علامات التعجب والاستغراب فهو كان يظن أن مسعد قد مات, ثم احتضنا وأخذ يد مسعد ودخل به إلي البيت فرأي أمه جالسه فنظر إليها والدموع تسيل من عينه وهو يقول لها" سامحيني يا أمي", فقالت الأم" أسامحك يا ولدي".
ثم جلس مسعد مع أخيه وأخذا في الحديث ثم طلب الشاي وعندما حضر الشاي كانت الصدمة القوية التي لم يتحملها مسعد ومات بسببها, فعندما دخلت زوجة اخيه وإذا بها جميلة الفتاة التي هجر بيته بسببها وعاش 20 عاما بعيد عن أمه, فقد هرب مسعد بسبب حب جميلة ولأنه لم يستطع أن يتقدم ويتزوجها أو بالأحرى قد رفضته, وعندما علم أن الصبي هو ابن أخيه وأن جميلة هي زوجة أخيه.
Content created and supplied by: واقع (via Opera News )
تعليقات
HalaAhmed_01
02-12 19:19:12واضح ان مسعد انسان مهزوز غير مستقر يعاني من انفعالات داخلية كونه ينفعل بهذا الشكل ليموت لانه رأي من رفضته اتجوزت اخيه وانجبت منه يعتبر انفعل باسلوب غير عادى ليوت فجأة