بدأت الحكايه عندما كنت فى الصف الثالث الثانوى ، وكان والدى يعمل عامل فى إحدى المصانع ، وكنت اعيش مع أسرتى المكونه من ابى وامى وثلاثه اخوه آخرين .
وكانت حياتنا مستقره وهادئه ، ولكن تغيرت الأوضاع عندما تم الاستغناء عن والدى فجأه ، وكانت صدمه كبيره للعائله حيث كان والدى هو مصدر الدخل الوحيد لنا .
ومع مرور الأيام أصبحت الحياه صعبه للغايه ، نظرا لأن العائله كان حملها ثقيل ، ولذلك كان والدى يبحث عن عمل فى مكان لكى يستطيع تدبر أمرنا .
وبعد عده محاولات استطاع العثور على وظيفه فى إحدى الاماكن ، ولكن كانت الوظيفه هذه المره فى مكان صعب للغايه ، حيث كانت الوظيفه حارس على المقابر .
وربما أخفى عنا والدى فى البدايه طبيعه عمله ، ولكن مع الوقت أخبرنا كل شئ ، وكانت فى البدايه صدمه لنا جميعا ، ولكن لم يكن هناك حل آخر ، ولذلك كنت انتظر مرور الوقت بفارغ الصبر لكى تنتهى الدراسه وأستطيع أن أخرج للعمل لكى يستريح والدى .
ومرت الايام على هذا الوضع ، وكنت من وقت إلى آخر أذهب بعض الليالى إلى المكان الذى يعمل به والدى واجلس معه ونتحدث ، لكى لا يشعر أننا نخجل من عمله .
وفى يوم من الايام ذهب والدى الى عمله ليلا ، وكان الجو شديد البرودة فى هذه الليله ، لذلك كنت أشفق عليه كثيرا من العمل فى هذه الليله نظرا لبروده الجو ، لذلك عندما اقترب الوقت من منتصف الليل قررت أن اذهب إليه ببعض الاغطيه الاضافيه حتى لايبرد كثيرا .
وبالفعل ذهبت إلى المقابر التى يعمل بها ، ولكن عندما وصلت لم يكن موجود فى غرفته ، وبحثت عنه حول المكان ، لكنى لم أستطيع العثور عليه ، وكنت اخاف أن أبحث فى ممرات المقابر فى هذا الوقت من الليل ، وكنت أشعر برهبه كبيره من المكان .
ولكن عندما لم أستطيع العثور عليه ، ذهبت إلى داخل المقابر البحث عنه ، وكان قلبى ينتفض من مكانه ، والخوف يكاد أن يقتلنى .
وبعد عمليه بحث طويله عثرت على والدى ، ولكنى وجدته على الأرض بجانب إحدى المقابر ، فذهبت إليه مسرعا فوجدته فاقد الوعى !!
فحملته سريعا حتى وصلنا إلى غرفته وهناك بدأت احاول افاقته ، وبعد عده محاولات عاد إليه الوعى وكان فى حاله هلع وخوف كبيره ، وبعدما هدأ قليلا سئلته عن سر هذه الحاله ، قال إنه سمع صوت يخرج من الداخل ، فذهب إلى داخل المقابر ، فسمع الصوت ياتى من إحدى المقابر ، قال وعندما اقتربت منها سمعت انسان يتحدث فى الداخل !!
وبعدما هدأته قليلا سئلته وهل كان هناك جنازات أو حالات دفن اليوم ، قال لا اعلم ، وطلبت منه أن يسئل زميله الذى كان موجود بالنهار ، وعندما اتصل به وسئله أخبره أنه كانت هناك بالفعل جنازه وحاله دفن فى نفس القبر الذى سمع منه الصوت .
فااخبرت والدى أنه قد يكون هذا الميت مازال حيا ، وبعد جدال طويل مع والدى ، استمع الى نصيحتى أن نذهب الى القبر مره اخرى ونتأكد ربما نستطيع إنقاذ حياه انسان .
وبالفعل ذهبت مع والدى ، واقتربنا من القبر ، وكنا نطمئن بعضنا البعض حتى لانشعر بالخوف ، وبعدما اقتربنا من القبر كان الجو هادئ ومستقر ، ولايوجد أى صوت .
ولكنى طلبت من والدى أن نفتح باب القبر ، وبالرغم من رفضه فى البدايه ، ولكن كان الدافع أن ربما ننقذ انسان بالداخل .
وبالفعل فتحنا القبر ! وكانت الصدمه حيث وجدنا الجثه بجانب باب القبر وتحركت من مكانها ، مما يعنى أنه حى ، وعندما تفحصته وجدت به نبض فى جسده !!
حملت الجثه مع والدى ، وذهبنا سريعا الى إحدى المستشفيات القريبه ، وبدأ الأطباء عمليه العلاج وسط تعجب من هذه المعجزه الغريبه .
وبعد عمليه علاجيه استمرت يومين كنت معه فى المستشفى لا افارقه ، حتى عاد له الوعى ، وعلمنا أنه كان مصاب بغيبوبه كبد ، وكان الرجل غير مصدق ماحدث له ، وكيف دخل القبر وعاد للحياه مره اخرى .
لذلك عندما علم مافعلته انا ووالدى معه ، كان يريد أن يفعل لنا كل ما نطلب ، ولكننا لم نطلب اى شئ وانصرفنا .
وبعد مرور أسبوع جاء الرجل إلى منزلنا ، وقال إنه عين والدى فى وظيفه جيده فى شركته ، واكتشفت أن هذا الرجل يمتلك أموال كثيره ، وكان أيضا يفعل الكثير من الخير ، هو الذى سخر شخص لكى ينقذ حياته .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات