جمعتني علاقة صداقة قوية بزميل لي في الجامعة، وبعد فترة من هذه الصداقة تطورت علاقتنا إلى مشاعر حب خاصة وأنه كان شخص واعٍ ذو فكر وثقافة، وكان شخص متفهم إلى حد كبير، ويهتم بأدق تفاصيل حياتي مما جعلني أحبه كثيراً وأتعلق به وأتمني أن يجمعنا النصيب ونكمل حياتنا سوياً.
وبعد مرور شهور قليلة تقدم إلي خطبتي فكان يريد أن نخطو خطوة رسمية في علاقتنا وكنت أنا أشعر بسعادة غامرة لأنني كنت قد أحببته وتعلقت بوجوده في حياتي، وأصبحت أراه الشخص الذي يستحق أن أكمل معه بقية حياتي، وبالفعل ذهب إلى أسرتي وطلب يدي ورحب أبي وباي أسرتي بطلبه، وتمت الخطبة، واتفقنا على الزواج بعد فترة قليلة نستطيع خلالها التجهيز للفرح.
بدأت أجهز للزفاف، والسعادة تملأ قلبي وكلما اقترب موعد الزواج كنت أقول في داخلي أحقا سأتزوجه، هل سأراه كل يوم، وسيقول الناس مدام فلان، كنت أحسد كل من يراه كل من يتعامل معه، حتى أنني كدت لا أصدق أنه بعد أيام قليلة سأصبح زوجته ويغلق علينا باباً واحداً، حقاً لقد أحببته كثيراً.
عشت معه في سعادة غامرة ويشهد الله أنه لم يجرحني بأي كلمة أو أي فعل يقهرني أو يجعلني أنفر منه بل كان طيباً ودوداً وقلب يملؤه الحنان ولكن لم يمهلنا القدر لنسرق لحظات سعادة أكثر من الدنيا لأن أعيش معه وبجانبه وتحت ظله فهو كان مصدر الأمان بالنسبة لي.
وبعد مرور عامين من زواجنا حدثت الكارثة التي جعلتني أحقد على الحياة وأكرهها بشدة فقد ذهب الأمان والطيبة والحنان الذي كنت مغمورة فيه فقد أصاب زوجي المرض اللعين وبعد عدة أشهر من المعاناة مع المرض ومحاولة الانتصار عليه، نجح هو في الإستيلاء على حياته وهزمه شر هزيمة.
لم يعد لحياتي طعماً بدونه فقد كان هو معني الحياة بالنسبة لي وهو كان إنسان يتعامل باحترام شديد معي وكان هذا أكثر ما جذبني إليه،فهو كان إنسان سهل، سهل أن تحبه، سهل أن تصالحه، سهل حتي أثناء غضبه وعصبيته، وبكلمة واحدة تستطيع امتلاك قلبه الطيب، كان يحبني كثيراً فأحببته أكثر، مر عام على زواجنا، عشت فيه أجمل أيام حياتي، وعرفت معني أن تمنح شخص ثقتك الكاملة ويكون جدير بها، كان أعظم ما رزقني الله فكنت أحمد الله عليه مع كل نفس أتنفسه، فلم أرى منه سوءاً ذات يوم.
و لكن شاء القدر أن تكون هذه هي النهاية، نهاية حياته ونهاية فرحتي، وقررت ألا أتزوج مرة أخرى بل سوف أكرس حياتي لعملي فقط والسبب الأهم كان ألا يمتلك قلبي ومشاعري أحدا غيره لذا قررت أن أعيش على ذكراه حتي ألتقي به في العالم الآخر.
وبعد مرور خمس سنوات عدت فيهم إلي بيت أهلي لأعيش بين أسرتي حتي لا أظل بمفردي في بيتي وكان هذه رغبة كل أفراد عائلتي وعلي رأسهم أبي، تقدم قريب جارتنا إلي خطبتي، في البداية كنت رافضة رفضاً تاماً فلم أكن أريد الزواج مرة أخرى بعد زوجي، ولكن أبي وأمي ظلوا يقنعوني بالأمر وأنني مازالت صغيرة ويجب أن أتزوج وإن لم يكن من أجل فكرة الزواج فليكن من أجل الإنجاب حتي يصبح لدي طفل صغير أعيش من أجله.
وبعد تفكير طويل وافقت رغم أنني لم أكن مقتنعة كثيراً بهذا الشخص فأنه لا أعرفه جيداً ولكن يبدو أن شخص جيد ولكن سيظهر العكس فيما بعد فهو كان يمثل أنه إنسان جيد من أجل الموافقة عليه.
وبعد شهر واحد فقط من الزواج ظهر على حقيقته فكان دائما يسألني عن ميراث زوجي وعن رصيدي في البنك وعن مجوهراتي وأي شيء يتعلق بالأموال ففهمت نيته وأنه تزوجني من أجل المال فقط وليس لشخصي فصرت أتهرب من إجاباته، فظل يتعصب ويختلق المشاكل إلي أن وصل به الأمر إلي إهانتي.
لم أرد أن أذهب إلي بيت أهلي حتي لا أقلقهم بشأني ومكثت بالمنزل لأعرف نهاية أمره وذات يوم لم أجد مجوهراتي وعندما سألته قال بكل برود أنه من أخذهم فهددته أن أبلغ عنه الشرطة فلم يهتم بالأمر.
وعندها طلبت منه الطلاق فبسرعة رد بالموافقة ولكن بشرط التنازل عن كل ما أملك وأخرج ورق من جيبه يبدو أنه كان محضره من قبل وطلب مني أن أمضي عليه وعندما رفضت هددني بالقتل، بأنه سوف يقتلني ويرثني.
فشعرت بالخوف وفكرت بحيلة لكى أهرب منه فقولت له أنني سوف أذهب إلي البنك في الصباح وأسحب كل أموالي وأعطيها له ولكني أولاً سوف أذهب لزيارة أبي المريض فوافق.
وفي صباح اليوم التالي خرجت متوجهة إلي مركز الشرطة وأخبرتهم القصة كاملة فقبضبوا عليه وحققوا معه وقومت بعمل محضر بعدم التعدي ثم رفعت عليه دعوي خلع وكسبتها وتخلصت منه وعدت لأعيش مع أهلي وقررت هذه المرة أنني لن أتزوج مرة أخرى مهما حدث.
Content created and supplied by: BANAN28 (via Opera News )
تعليقات