توفي أثناء إجرائه حوار صحفي بالتليفون
بالرغم من مرور 26 عاما كاملة على رحيل الفنان القدير محمد رضا ، إلا أن أعماله الفنية ما زالت تخلد ذكراه ، وما زال أفراد الأسرة المصرية تتجمع حول التلفزيون هذه الأيام لمشاهدته في رائعة الكوميديا مسلسل "ساكن قصادي" ، الذي يذاع على أحد القنوات الفضائية .
برع الفنان القدير محمد رضا في تأدية أدوار "المعلم" ابن البلد ، ووصلت شهرته في أدائه لشخصية المعلم إلى درجة أن معظم المخرجين اتفقوا فيما بينهم على تنسيق مواعيد تصويره لكي لا يستعينوا بممثل آخر في شخصية المعلم، بحسب تصريحات صحفية لنجله أحمد.
بدأت حكايته في تجسيد أدوار " المعلم" بسبب الأديب والروائي نجيب محفوظ والمخرج كمال السيد ، بالرغم من أن أول أدوار رضا كانت وكيل النيابة والضابط والطبيب، كما كان يحلم أن يكون "جان" السينما المصرية لما امتلكه في ذلك الوقت من وسامة ومواصفات الفتي الأول، ولكن المخرج كمال ياسين كان له رأي آخر حين كان يجهز لمسرحية "زقاق المدق" ليختاره فى دور "المعلم كرشة"، لينجح نجاحا كبيرا، وعندما تحولت الرواية إلى فيلم، جسد رضا فيه أيضا دور "المعلم كرشة"، وقال الأديب العالمي نجيب محفوظ عنه "إن محمد رضا عمل الدور كما رسمه بالظبط وبنفس الشكل" ، بالرغم من تركيبه "كرش صناعي" في هذا التوقيت ، ومع مرور الزمن تحول إلى "كرش طبيعي".
إتقام الفنان محمد رضا لدور المعلم ابن البلد لم يكن نابعا من فراغ ، بل تطلب منه ذلك جهدا كبيرا ودراسة للشخصية لدرجة أنه أقبل على عمل صداقات مع معلمين حقيقيين حتي يتشرب منهم صفات "المعلمة" على أصولها حتى ظهر بالصورة التي رأيناها جميعا في أفلامه الرائعة على مدار تاريخه.
اسم الفنان الراحل الذي ولد في 20 ديسمبر من عام 1921 اسما مركبا ، فإسمه محمد رضا ووالده اسمه أحمد عباس وكان محل ولادته في قرية الحمرة بمحافظة أسيوط ، بدايته كانت بعيدة عن الفن حيث درس الهندسة التطبيقية العليا وحصل على الدبلوم فيها عام 1938، وقضى في السويس فترة طويلة من حياته، حيث عمل مهندسا للبترول هناك وتحديدا في شركة "شل" للبترول ، وفي هذه الفترة تزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة.
في هذه الأثناء نشأت علاقة صداقة قوية من الفنان توفيق الدقن ، والذي نصحه بالدراسة معه في المعهد العالي للفنون المسرحية لما لمسه فيه من حبه للفن ، وبالفعل تخرج فيع عام 1953، لينطلق بعدها في تقديم بعض الأدوار الصغيرة فى المسرح الحر مع مجموعة من شباب جيله، بالإضافة إلى تقديم بعض الأدوار البسيطة فى السينما فى بعض الأفلام.
ربما يغيب عن البعض منّا أن الفنان القدير محمد رضا كانت له مساهمة وطنية فعالة في العملية المخابراتية الشهيرة "الحفار" ، حيث قام بدور البطولة المطلقة في فيلم "عماشة في الأدغال" مع الفنان الكبير فؤاد المهندس والذي كان عبارة عن ستار لمهمة رسمية لتفجير الحفار الإسرائيلي الذي كان يستهدف التنقيب عن البترول في سيناء أثناء احتلال سيناء بعد نكسة 1967، والذي كان قادما عن طريق ميناء أبيدجان بساحل العاج، ولكنه وفريق عمل الفيلم لم يكن يعرفوا شيئا عن هذه المهمة سوى بعد الإعلان عنها.
من الطرائف الأخرى التي حدثت لمحمد رضا بسبب مشاركاته الفنية ، فبعد عرض فيلم "30 يوم في السجن" بصحبة الفنان فريد شوقي دخل الفنان الراحل محمد رضا مع أزمة مع مجمع اللغة العربية، بسبب الطريقة التي اشتهر بها دوره في المعلم جلجل أبو شفطورة "اللى بيقص الكلام"، وذلك بعد أن قلده عدد كبير من الجمهور، ليحذر المجمع من تأثير محمد رضا السلبي على اللغة العربية.
يبدو أن شخصية المعلم رافقت محمد رضا حتى في منزله ، لكنها شخصية لم تخل من البساطة والحنان على أولاده ، فقامت الفنانة ميرفت أمين بعمل حوار نادر مع الفنان الراحل في منزله بحضور زوجته السيدة كريمة في يوم من أيام شهر رمضان المبارك بعد الإفطار ، وقامت زوجته بإعداد الشيشة له وابنه حسين قام بتجهيزها له، وبعدها نادى على ابنيه أحمد ومجدي، وابنته أميمة، وطلب من أبنائه تحديد اللبس الذي يريدونه في العيد وتحديد ميزانية له.
من أصعب المواقف التي مرت على الفنان محمد رضا كانت وفاة ابنته الكبرى أميمة بعد إصابتها بالسرطان عام 1989 تاركة لهم ولدا وبنتا ، وظل الفنان الكبير يعمل حتى آخر يوم في حياته ، وبعد تصوير أحد حلقات مسلسل ساكن قصادى، في نهار شهر رمضان عام 1995، عاد إلى المنزل ، وبعد الإفطار اتصل به صحفي من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء المكالمة نادته حفيدته فلم يرد وسقطت السماعة من يده ، فصرخت وأسرع ابنه حسين ليجد والده قد فارق الحياة وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير من عام 1995".
المصادر
Content created and supplied by: Hadeel_Abdelrahim (via Opera News )
تعليقات
Aser_Azmy
02-21 14:07:09إليه
Aser_Azmy
02-21 14:07:01ويحسن
Aser_Azmy
02-21 14:06:48الله