كان يوسف يعشق الإجازات ويرى الذهاب إلى المدرسة لا يختلف كثيرًا عن تعاطي الدواء الذي لا يستسيغ طعمه. وكانت والدته دائمة الشكوى منه؛ حتى التحق بالمدرسة الثانوية وبدأ ينتظم في الحضور ويستيقظ مبكرًا جدًا ويهرول إلى المدرسة هرولة. لم يكن يوسف يذهب إلى المدرسة التي أحبها مؤخرًا بسبب تغيير عقليته التعليمية ورغبته في تحصيل الدروس فقط، وإنما كان ذهابه لها هذه المرة بطعمٍ مختلفٍ بعدما نجحت معلمة اللغة الإنجليزية في كسر جو الرتابة والملل في الحصص واعتمدت في تعليم اللغة على استراتيجيات التعلم النشط كمسرحة المنهج والألعاب والعمل الجماعي وغيرها. وبعدما أحب يوسف مادة اللغة الإنجليزية أصبح ماهرًا جدًا فيها ويحب المذاكرة والتفوق في جميع المواد ويتلهف إلى المدرسة كل يوم. حتى أنه أصبح لا يطيق الإجازات وينتظر مرورها بفارغ الصبر.
وعلى غير المتوقع، تحول حب المعلمة من حبٍ عامٍ إلى ما هو أكثر فتعلق يوسف بها خلال سنوات دراسته أكثر وأكثر ولأنه كان من أسرةٍ ميسورة الحال، فقد وعده والده بعد إلحاح ابنه وإضرابه عن الطعام أن يخطبها له إن تفوق في الثانوية وحصل على مجموع كبير، وقد تمكن يوسف من تحقيق ذلك وظل ينتظر وفاء والده بوعده له. كانت المعلمة تلمس حب يوسف لها وأخبرته أنها تعتز بأنها تحظى بمكانة كهذه في نفس خالد، لكنها لم تكن تقيس الأمر من زاوية الحب الرومانسي بين الرجل والمرأة. وما أن أخبرها يوسف بأنه سيتقدم لخطبتها حتى تغير لون وجه المعلمة وشعرت بالأسى على ما وصل إليه حال طالبها النجيب وتخشى أن تصدمه بردها فتضيق نفسه ولا يحتمل الرد. لكنها صمتت قليلًا وهي تبتسم له وظن أنها موافقة على طلبه وبدأ يقول لها: "أعلم أن القلوب عند بعضها وأنك تبادليني نفس الشعور"؛ فاستوقفته وقالت له "أحبك كأخي الأصغر وليس كزوج يا يوسف. ما زلت صغيرًا يا عزيزي وستقابل من هي أفضل مني وستسعد في حياتك معها يومًا ما فلا تستعجل." لكنه قاطعها بقوله لا تستصغريني فأنا أحبك وانظري لماكرون رئيس فرنسا وزوجته التي كانت معلمته، فردت عليه: "كنت أتمنى أن أكون لك كذلك وأتمنى أن أراك أفضل منه، لكني متزوجة وعندي أطفال في مثل سنك." عندها سكت مصدومًا بما قالت وبدأ ينصرف بعيدًا عنها فربطت على كتفه وقالت له: "لا تقاطعني على ذنبٍ لم أقترفه واجعلني معلمتك وصديقتك وسأسعد بك يوم زفافك ولا تنس أن تدعوني إليه." فابتسم لها بوجهه الشاحب وهز رأسه لها بالموافقة على ما قالت. وانصرف.
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات
محمدبسيوني_07
03-27 04:32:27هذا الشاب معذور انه احب معلمته اذا احببت المعلم تحب الماده بتاعته وتتفوق فيها وتحب التعليم وتتفوق فيه كلنا احببنا معلمينا ولكن تمادى وحب معلمته حب رومانس وطلب منها الزواج فهى ليس لها ذنب فهى احبته كطالب عندها
ِِالمحمودي
03-26 21:37:53كنت أحب معلمتي أنا أيضًا
ِِالمحمودي
03-26 21:39:08المعلمات المميزات لهن أثر عظيم في نفوس طلابهن