كتبت/علياء أحمد

لعل من بين أغرب الحكايات عن الفراعنه، حكاية المومياء الناطقة والتي ظلت بعد اكتشافها لأربعة أيام تحاول أن توصل طلبها لعمال التنقيب والترميمات الأثرية، الذين تطلب عملهم التردد على المقبرة لأداء مهمتهم، وبداخل مقبرة الكاهن "منتومحات" في منطقة العساسيف الأثرية، قرب معبد الملكة حتشبسوت، غرب الأقصر، حدث أمر عجيب مازال يردده أهل الأقصر حتى يومنا هذا، والذي له علاقة بمومياء داخل المقبرة وطلبها الغريب من العمال الأثريين .....

المومياء الناطقة

بعدما انتشرت قصة المومياء الناطقة وطلبها الغريب من العمال، تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الأمر، حيث تحدث أحد شيوخ المرممين (العمال الأثريين)، وشاهد عيان على الواقعة، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، حيث روى تفاصيل ما حدث قبيل سنوات مضت في مقبرة الكاهن "منتومحات" .....

ذكر العامل أنه في أحد الأيام عندما توجه مع آخرين للعمل بمشروع لترميم مقبرة الكاهن "منتومحات" الشهير بأمير طيبة، لفتت نظرهم من بين مجموعات المومياوات التي وجدوها في المقبرة، مومياء لإحدى نساء مصر القديمة، فنظر إليها هو ورفاقه من العمال والمرممين ووجدوا شفتاها تتحرك وملاح وجهها تتغير، وكأنها تريد أن تقول شيئا، فاعتقدوا أن الأمر مجرد خيال وهلاوس بصرية من شدة التعب والعمل المستمر، فتركوها وانصرفوا للقيام بالأعمال المكلفين بها.

وأضاف أنه في اليوم الثاني تكرر ما جرى ولفتت المومياء المثيرة نظرهم، وحين تأملوها وجدوها تتحدث إليهم بلغة قريبة من لغة الإشارة وكأنها تريد أن تقول لهم شيئا ما، فتركوها وانصرفوا للقيام بالعمل، وهكذا الحال لمدة ثلاثة أيام، المومياء تريد توصيل رسالة ما والعمال يحاولون الامتناع عن التركيز في أمرها، اعتقادا منهم انها هلاوس من شدة التعب، حيث ان هذه المقبرة تعد الأكبر من نوعها من بين المقابر المنحوتة في الصخر وهي مكونة من ثلاثة طوابق .

رسالة المومياء في المنام

ووفقا لما ذكره شاهد العيان على واقعة المومياء الناطقة، والذي قال أنه في اليوم الرابع من عملهم بالمقبرة، "حضر بعض العمال وهم في لهفة لرؤية تلك المومياء، وظلوا ينظرون إليها وكأنهم يتبادلون حديثا صامتا معها، ثم راحوا يروون لنا شيئا مثيرا قالوا إنهم شاهدوا تلك المومياء في أحلامهم، وأنها جاءت لهم في لحظات نومهم، وطلبت منهم طلبا غريبا، حيث قالت لهم المومياء حين ظهرت لهم في الأحلام (أريد منكم تغطية جسدي ... لقد صرت... عارية على يد لصوص المقابر ... ارجوكم ضعوني تحت التراب) .

وأضاف العامل أنهم قاموا بتنفيذ طلبها على الفور حيث قال "قررنا بالفعل أن نقوم بتغطية جسدها وبدفنها خاصة وأنها بالنسبة لرؤية الأثريين مومياء عادية لا تمثل أي قيمة أثرية، ولا يوجد لها تابوت أثرى سوى أنها مجرد مومياء من بين آلاف المومياوات التي تمتلئ بها مقابر جبانة طيبة في غرب مدينة الأقصر" .

المدير العام الاسبق لمنطقة آثار الأقصر يعلق على هذه الواقعة

لم ينفي "سلطان عيد" المدير العام الأسبق لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا، ما تردد بشأن المومياء الناطقة، وصرح للوكالة الألمانية قائلا " إن مصر القديمة عرفت الحكايات الأسطورية التي يتوارثها المصريون حتى اليوم، كما عرفت السحر والقصص الخارقة، وأن هناك الكثير من القصص الأسطورية القديمة والمعاصرة التي لا نستطيع نفيها ولا نستطيع تأكيدها مثل تلك القصة حول المومياء الناطقة في مقبرة منتومحات، لكن بعض الأساطير ينفيها العلم الحديث الآن".

وتابع قائلا "أن الأسطورة، والتي تعني الكثير من الخيال والقليل من الحقيقة، احتلت مكانة كبيرة في حياة قدماء المصريين، وأن الأساطير الفرعونية ظهرت منذ عصر بناة الأهرام، وأن الكهنة استخدموا الأسطورة بشكل واسع، لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين العامة، ولدى الحكام أيضا".

مصادر المقال... (١) ، (٢)

Content created and supplied by: Aliaahmed (via Opera News )