لم تكن أزمة تامر أمين وتصريحاته ضد "الصعايدة" وليدة بنات أفكار الإعلامي الشهير الذي دوما ما حملت تصريحاته تناقضات وأزمات كبيرة.

بالطبع هي تصريحات مسئية خرجت من شخص من المفترض أنه مسئول بحكم شهرته وعمله العام ولابد أن يحاسب على تصرفاته فتلك هي ضريبة الشهرة.

ولكن بالنظر إلى حياتنا اليومية نجد أننا ننهج نفس منهج تامر أمين في الحديث عن بعضنا البعض خاصة حينما يتعلق الأمر بإخواننا أهل الصعيد أو في الوجه البحري.

وتحولت صفة "الصعيدي" أو "الفلاح" إلى مجرد مصطلح يقال وسط حديث من "الهزل" و"الاستهزاء".

ففي كل مكان في مصر نجد هذا الأمر شائعا بين الزملاء في العمل والأصدقاء في الجامعة هو أمر معتاد في حياة المصريين.

ما قاله تامر أمين هو انعكاس لجمل تتردد في حياتنا اليومية ولا نتورع من التصريح بها كل حسب توجهه.

وخيرا فعل المجلس الأعلى للإعلام وقناة النهار في منع ظهور تامر أمين والتحقيق معه بشأن هذه التصريحات التي أثارت غضب أهالينا في الصعيد.

وخيرا فعل تامر أمين نفسه حينما خرج معتذرا لكل أهالينا في الصعيد الذين ساءهم التصريح بدون مكابرة أو جدال لا فائدة منه.

ولكن ماذا بعد الإيقاف والاعتذار ؟.. هل ننظر في المرآة ونحاسب أنفسنا ولو دقيقة واحدة وننزع عن عقولنا ما ننتقده في الناس ؟.

هل نتوقف عما غضبنا بسببه من تامر أمين ؟.. هل نذهب غدا إلى العمل أو الجامعة أو ونمتنع عن استخدام تلك المصطحات في حياتنا اليومية والنداء على أقراننا ؟.

استدعي هنا جملة العبقري الراحل أحمد زكي في فيلم "ضد الحكومة" حينما وقف أمام المحكمة مطلقا عبارته الشهيرة "كلنا فاسدون لا استثني أحدا"، وبتصرف فـ"كلنا تامر أمين لا أستنثني أحدا".

إذا أردت ألا تكون "تامر أمين" فانسلخ من مصطلحات أغضبتك من الإعلامي الشهير وامتنع عن ترديد أحاديث تغضب أصدقائك وأقرانك ولو حتى على سبيل الهزل.

Content created and supplied by: jessyNasser (via Opera News )