عندما تكون كل حياة الأب للعمل فقط، ولا يقضي من أسرته إلا وقت قليل للغاية، فإن هذا لا يجعل الأب يعرف شيء عن أولاده، ولا يشارك والدتهم في تربيتهم بالصورة التي يريدها. هذا أمر نشاهده جميعا حولنا في أكثر من أسرة نعرفها، لكن الغريب أن انشغال الأب في عمله هو الذي حرم الأولاد من معرفة حقيقته، وفي أي شيء يعمل بالضبط، لهذا كانت المفاجأة كبيرة بعد وفاته.
عاش الأستاذ وائل حياته كلها تقريبا للعمل، منذ أن كان طالبا في المرحلة الجامعية، وحتى وفاته وهو في سن الستين. وتنقل خلال هذه السنوات الطويلة بين مجموعة من المهن والأعمال، بداية من المطاعم والكافيهات، ومرورا بالبيع في المحلات الكبيرة، وحتى وصل إلى العمل في شركة مقاولات كبيرة في الشئون الإدارية. وتميز وائل بذكائه العالي، وقدرته على التعامل مع الناس بمرونة وود، لكنه في الوقت نفسه كان شديد الغموض بالنسبة لكل المحيطين به.
كان هذا الغموض يقلق زوجته أمل في بداية زواجهما، لكنها تعودت عليه بعد ذلك، وجعلت أولاده يتعودون عليه، ولم تعد تقلق أبدا، فقد نجح في إقناعها أنه لا يفعل أي شيء حرام أو غير قانوني. ومرت الأيام والسنين ووضع أسرة الأستاذ وائل متوسط، لا ينقصهم شيء، لكنهم في الوقت نفسه ليسوا أثرياء. وبعد أن كبر الأولاد صاورا يسألون والدتهم في أي شيء يعمل أباهم، لأن الأعمال الإدارية لا تستدعي أن يتأخر كل يوم حتى العاشرة مساء، لكنها كانت ترد عليهم أن هذه هي طبيعة عمله.
بعد وفاة وائل اكتشفت أسرته أنه يمتلك 70 مليون دولار في حساب بنكي لم يكونوا يعرفوا عنه شيء. ضربة الصدمة عقولهم، ولم يعرفوا هل يفرحوا أم يحزنوا، لكن الابن الأكبر أقنعهم بضرورة سرعة سحب المال من البنك، وبعد ذلك يبحثوا مصدر كل هذه الثروة. وقبل انتهاء إجراءات تقسيم التركة جاء إليهم شخص غامض، وأخبرهم أن كل هذه الأموال ملكه هو، وأن والدهم كان يضعها باسمه حتى لا يتهرب من الضرائب. انفعل الأبناء عليه وتشاجروا معه، فوقع الرجل ميتا، ليهرب الجميع، وتبحث الشرطة عنهم في كل مكان.
Content created and supplied by: mohamedelshazly (via Opera News )
تعليقات
mrwanahmed
01-12 11:58:53وكمان هما غلطانين
mrwanahmed
01-12 11:58:42مش من شغله يعني
mrwanahmed
01-12 11:58:36هيبقى معاه كل الفلوس دي ازاي