"السندريلا" سعاد حسني نجمة تألقت في سماء السينما المصرية، وخطفت قلوب كل من شاهدها، كما تألم الجميع لرحيلها بطريقة لا تتناسب مع رقتها، ولا يقبل أحد المقارنة بينها وبين أي نجمة ظهرت بعدها، حتى وإن كانت نجمة شاملة تمثل وتغني وترقص، بما في ذلك محاولة البعض منح النجمة مي عمر لقب "السندريلا"، بعد تقديم دور شامل في مسلسل لؤلؤ، ولكن تظل سعاد حسني نجمة لا يقارن بها أحد.
صاحب الفضل على السندريلا
لا يعرف الكثيرون سر العلاقة المجهولة التي تربط بين السندريلا سعاد حسني، ونجمة شابة حظيت بنصيب من الشهرة والأضواء في الوسط الفني منذ سنوات، وهي النجمة لقاء الخميسي، التي احترفت فن التمثيل، كما تمارس الغناء بين حين وآخر، ولها اهتمامات كروية نظراً لارتباطها بزوجها حارس المرمى محمد عبد المنصف، فهي تعد فنانة شاملة، تربطها بسعاد حسني علاقة غير معروفة نكشف تفاصيلها.
الرابطة بين سعاد حسني ولقاء الخميسي، تتعلق بشخص ما، كان وثيق الصلة بالسندريلا، وصاحب فضل كبير عليها، لم تنساه أبداً، وهو الشاعر عبد الرحمن الخميسي، الذي اكتشف سعاد حسني وقدمها إلى السينما، لتبدأ طريق المجد حتى أصبحت السندريلا، وحياة هذا الشاعر غريبة بصورة كبيرة، حيث بدأ ابن مدينة بورسعيد، حياته بائع في محل بقالة، ومصحح في مطبعة، ومدرس في مدرسة، ومحصل في الترام، وكان ينام في الحدائق العامة، ثم احترف الشعر ليصبح رائد فن المسرحيات الشعرية في مصر.
"ورحمة أبويا هتبقى نجمة"
اكتشف عبد الرحمن الخميسي مواهب عديدة أبرزهم سعاد حسني، حيث التقى بزوج السيدة جوهرة والدة سعاد حسني صدفة، وزاره في منزله، لتتقدم فتاة نحيفة وخجولة تقدم لهم صينية الشاي، وتجلس دون أن تنطق حرفاً، ليتطلع نحوها الخميسي ثم يقول : "هذه البنت نجمة"، وقبل تقديم فيلم "حسن ونعيمة" مع المخرج هنري بركات، طرح عليه اسمين: سعاد حسني ومحرم فؤاد، ورغم رفض المنتج الموسيقار محمد عبد الوهاب لوجوه جديدة، تمسك الخميسي بهما ليقتنع عبد الوهاب وتكون انطلاقة السندريلا.
القاص أحمد الخميسي نجل الشاعر الكبير، روى تفاصيل تتعلق بواقعة اكتشاف والده لسعاد حسني، حيث أكد أن سعاد حسني كانت تؤكد دوماً بعد نجاحها، لأن عبد الرحمن الخميسي صاحب الفضل الأول، وهو من علمها معنى الفن، حيث عرض عليها أدواراً في مسرحيات يقدمها، قبل أن يتمسك بها ويقدمها للسينما، رغم معارضة البعض لمنح فرصة كبيرة لوجه جديد، كما قال أول مرة يراها فيها : "ورحمة أبويا هتبقى نجمة وهتلمع".
سر علاقة لقاء بالسندريلا
الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميسي كان له 13 إبناً، أكبرهم "عبد الملك"، وهو والد النجمة لقاء الخميسي، والتي تعد حفيدته الشاعر العظيم، ضمن 23 حفيدًأ، يفخرون أن جدهم كان هذا الرجل العظيم الذي قدم اسهامات واكتشفت نجوم ومهد الطريق للمواهب الشابة دون وساطة أو محسوبية، ثم قضى آخر سنوات عمره في الغربة حتى وفاته عام 1987 ليدفن في المنصورة حسب وصيته الأخيرة.
غربة عبد الرحمن الخميسي أثرت في حياة أحفاده فالنجمة لقاء الخميسي كشفت سابقاً في جنسية والدتها، التي ارتبط بها والدها خلال سفره إلى العراق، فهي عراقية الجنسية، رفضت الزواج من عشيرتها بعد أن أحبت الأب، وتحدت عائلتها، وسافرت إلى مصر وتركت بلدها، وأكدت لقاء أن تسميتها باسم "لقاء" ربما كان اشارة الى لقاء الزوجين فجأة وارتباطهما بقصة الحب العنيفة التي تكللت بالزواج.
حتى تظهر نجمة تصل لموهبة واطلالة سعاد حسني ستظل السندريلا مكانة تحلم كل نجمة أن تصل إليها، وتحقق ما وصلت إليه من شهرة ومجد وحب الناس، ولعل كلمة السر هي استمرار الإخلاص في العمل والاجتهاد، للحفاظ دومأً على المكانة التي وصلت إليها دون أن يتسلل الغرور إلى قلبها أو تنسى فضل من ساعدها.
المصادر : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5
Content created and supplied by: Ahmed.Tawfik (via Opera News )
تعليقات