فى هذه الحياة يضع الله الإنسان أمام عدد من الاختبارات والمحن، لقياس قوة إيمانه، وقد تختلف أشكال المحن، كما يختلف رد فعل الإنسان نحوها، فهناك من ينجح فى الاختبار، وهناك من يكون إيمانه ضعيفاً ولا يجتاز الاختبار.
بطل قصة اليوم هو حمدي، رجل حاد الطباع، لم يتزوج حتى وصل سن الخامسة والثلاثين، كان اهتمامه الأكبر هو جمع أكبر قدر ممكن من المال لكى يضمن حياة مستقرة، وبالفعل حقق ما أراده بعد كثير من العرق والجهد، ثم أراد أن ينتقل للخطوة التالية فى حياته، ألا وهى الزواج.
طلب من والدته أن تجد له فتاة مناسبة من فتيات القرية، ولم تضع الأم الفرصة، فهى طالما انتظرت هذه اللحظة، وبالفعل وجدت العروس التى أعجبت ابنها، وتم الإتفاق على كافة الأمور، وتحديد موعد الزفاف.
تزوج حمدي وبدأ يحلم بتلك اللحظة التى يصبح فيها أب، وبعد شهور قليلة أخبرته زوجته بحملها، شعر حمدي وقتها أن كل شيء يسير كما أراد، فقد كان دائماً ما يضع الخطط لحياته، وكانت تتم على النحو المطلوب، وكان بعض من حوله يحسدونه على ذلك.
تمر الشهور وتضع الزوجة الطفل الذى كان حمدي فى اشتياق لرؤيته، ولكن ما حدث لم يتوقعه حمدي مطلقاً ولم يضعه ضمن خططه وحساباته، فقد ولدت الزوجة طفلاً معاقاً، كانت الصدمة كبيرة، واعتزل حمدي جميع الناس وحتى أهله وزوجته لعدة أيام.
بعد ذلك خرج حمدي من عزلته ليخبر زوجته وأهله أنه قرر أن يطلقها، وأنه سوف يعطيها جميع حقوقها، وكانت صدمة كبيرة للزوجة التى لم يكن لها ذنب فى أي شيء، وكذلك أصيبوا جميعاً بالصدمة، بسبب تصرفه، وتحدث والد حمدي معه ليتراجع عن قراره ويرضى بقضاء الله، ولكن حمدي أخبره أنه يخشى أن تلد زوجته طفلاً أخراً له نفس الإعاقة.
يريد حمدي أن يتزوج مرة أخري ويصبح أباً لطفلاً سليماً، ولكن هل يضمن ذلك، حتى وإن تزوج من أخري، وهل كان قراره صحيحاً؟
Content created and supplied by: Totamalika (via Opera News )
تعليقات