مما لا شك فيه أن وجود الأب في حياة الأطفال، يعني لهم الحماية والرعاية، يعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشاداً، وبأن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده..
ولكن قصتنا اليوم تحكي عكس ذلك فهي عن قساوة أب علي ابنه المعاق ،وللأسف تجرد هذا الأب من كل معاني الأبوة وقام بقتله ورمي جثته في البحر بدون أي شعور بالرحمة وعندما رجع الي بيته وذهب الي غرفته وجد ورقة صغيرة فقرأها ولم تمر سوي أيام حتي مات حزنا وندما علي ولده.
تدور أحداث قصتنا اليوم في إحدي الشقق السكنية حيث تسكن عائلة مكونة من أب وأم وثلاثة من الأبناء ، كان من ضمن هؤلاء الأطفال، طفل معاق إعاقة ذهنية ،وكان هذا الطفل عبء علي والديه فكان يؤرق الاب كثيرا ، حتي وصل به الأمر بانه غير راضيا علي وجود هذا الطفل.
وانعكس ذلك بشكل واضح وصريح في معملته له فقد كان دائما ما يعامله معاملة سيئة فظة ويفضل إخوته عليه بشكل بالغ دون مراعاة لمشاعره ،كما انعكس ذلك أيضا علي نظراته له فكانت تحمل معاني الكره ناحية طفله هذا ،
وعلي العكس تماما فقد كانت الام تهتم بهذا الطفل اكثر من أخوته وتعطيه كل ما تقدر عليه من حب وحنان ،ولم تكتفي بذلك فقد كانت تدربه وتعلمه حتي استطاع أن يقوم بالكتابة ،وهكذا استطاع التغلب علي إعاقته بفضل تعليمها له.ولم تكتفي بذلك فكانت الأم دائما ما تؤنب الاب علي معاملته لطفله لكن كان هذا دون جدوي.
وفي يوم من الايام توفيت الام في حادث سير ،فكان الخبر كالصاعقة علي الزوج والابناء خاصة علي الطفل المعاق ، تركت الام المسئولية للاب لتربيتهم ورعاية شئونهم.
وهكذا مرت الايام ولكن هذه المسئولية كانت اكبر من ان يتحملها الاب،بسبب ابنه المعاق الذي يتطلب منه رعاية خاصةوعناية تفوق قدرة الاب علي التحمل ،وخطرت في بال هذا الاب فكرة شيطانية تجردت من خلالها كل معاني الانسانية ،فقد قرر قتل ابنه المعاق .
وبالفعل بلا تردد قام الاب بخنق ابنه قليل الحيلة وذهب به الي البحر وألقي بجثته بلا رحمه،ورجع الي بيته كأن شيئا لم يكن ،ولكن كان ينتظره شئ سيجعله يندم طوال حياته،فعندما دخل الي غرفته ،سرعان ما وجد ورقة صغيرة تحت وسادته مكتوبة بخط صغير جميل.
وكان محتوي هذه الرسالة "بحبك يا بابا" وبجانبها كتب اسمه الصغير ثم وضع بجانبها قطعة شيكولاته ،كانت هذه الرسالة بسيطة ولكن كانت كفيلة أن ينهار امامها الاب ،فقد كانت الرسالة من ابنه الذي قتله بيده ليتخلص من مسئوليته التي اتعبته .وكان كل ما يفكر به الطفل هو حب ابيه.
ولم تمر سوي بضع ساعات ولم يستطع الاب تحمل ذنب ابنه الذي كلما نظر الي رسالته زاد المه وحسرته ، فمات من شدة حزنه علي ابنه الذي قتله دون ذنب.
Content created and supplied by: Mhmds2a (via Opera News )
تعليقات