في القرن السادس الميلادي في مكة، يُبعث محمد (ص) رسولًا وبعد ثلاث سنوات من البعثة، يتلو ما يوحى إليه. يقرر أبو سفيان وزوجته هند الوقوف ضد سيدنا مُحمد لكن الرسول لا يكف عن دعوته، يتم تعذيب المسلمين مثل سيدنا بلال وعمار ابن ياسر، كما يقف سيدنا حمزة بن عبدالمطلب إلى جوار عمه ويُعلن إسلامه.
هذه باختصار قصة فيلم الرسالة، المخرج مصطفى العقاد، من تأليف عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم، وإخراج مصطفى العقاد، لكن ما لفت الأنظار له بقوة هو الفنان سالم قدارة الذي قام بدور وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب عم الرسول، والذي اختفى بعد الفيلم.
الفنان الليبي سالم قدارة، والذي كان يعمل في الأصل فني كهرباء بالفندق الذي نزل فيه مصطفى العقاد في ليبيا إبان تصوير فيلم «الرسالة»، وحينما رآه أصر على أن يقوم بدور وحشي العبد الحبشي، وبالفعل قدم القدارة شخصية وحشي بإتقان شديد، لدرجة جعلت والدته حينما شاهدته في السينما تطرده من المنزل، وتحرم عليه دخوله، ولم ينجح في إقناعها بأن الأمر مجرد تمثيل، إلا حين استعان بعدد من مشايخ الحي الذي يسكن فيه.
القصة يرويها ابنه
كشف إبراهيم سالم، ابن الفنان الليبي الذي جسد شخصية وحشي في فيلم الرسالة الشهير، في منشور له ان والده سالم علي فرج بن قدارة من مواليد 1939 في طرابلس، وأصله من مدينة زليتن الا انه قطن في العاصمة طوال حياته، قبل ان يتوفاه الله يوم الأربعاء الموافق 28-4-2000 في عمر يناهز 61 سنة وكان يعمل في شركة الكهرباء.
واضاف ان والده لم يكن ممثل في الأصل حتى صادفه الأستاذ القدير مصطفى العقاد في شارع عمر المختار بطرابلس تحديداً بفندق الوحات، في عام 1973، اثناء قيامه بتصليح خط من خطوط الكهرباء، وذكر قدارة الابن :"كان الوالد يعمل فوقعت عين الأستاذ مصطفي العقاد عليه فأعجب بشخصيته وقال لأحد المندوبين أريد التحدث إلى هذا الرجل أحتاج إلى هذه الشخصية، فتم استدع سالم من عمله ، وطلب منه العقاد بأن يلعب دور وحشي في فيلم الرساله والحقيقه أستغرب الوالد وانصدم مما قاله العقاد ، وصار سوء فهم فيما بينهم .
وقال الوالد للعقاد لحظتها :" هل اتيت إلى هنا وتنزلني من عملي لكي تستهزء بي وتقول لي تمثيل وما ادراك، فعاد الوالد إلى عمله وقد اعجب به مصطفى العقاد بعد انتهاء عمل الوالد اتوا اليه المندوبين واصدقاؤه وشرحو له الموضوع لكي يفهم ماذا يجري ثم وافق على أن يعمل في فيلم الرساله كلاعب دور هام يمثل شخصية وحشي ويعمل كفني كهربائي.
وبعد ان عُرض الفيلم في السينما ووزع على اشرطة الفيديو وقنوات التلفاز قام الوالد بعرض الفلم على جدتي رحمها الله في ذلك الوقت الجده انسانه بسيطه واميه لا تعرف القراءة والكتابة، فرأت الفيلم وفي اللقطه التي قام الوالد فيها بقتل حمزه قالت الجده بكلام عامي "الله لا تربحك الله يعطيك البلاء" وفق ما كتب قدارة الابن.
وتابع ابراهيم:"وقام الوالد بالضحك على ماقالته الجده ، قال لها لا يا أمي لا تدعي على أبنك فهذا أنا في الفل، من حسن نيتها قامت بضربه بالبراده أولا -الجره التي كانوا يشربون بها الماء- وثم بعد ذلك قامت بطرده من المنزل وهو يقول لها مابالكي يا أمي فهذا تمثيل، ولم تكن تصدق ماذا يقول ولم تفهم منه شئ ومازالت مصممه على طرده وتقول اذهب من بيتي ياعدو الله اتقتل حمزه عم الرسول اذهب فأنك لست ولادي.
ولم بمثل قدارة بعد هذا الفيلم، وهو الفيلم الأول والأخير في حياته، ورفض كل العروض التي وانته بعد ذلك للقيام بالأعمال الفنية.
المصادر
طرد سالم قدارة من المنزل بسبب الفيلم وتبرأ امه منه
Content created and supplied by: هيثماحمد_١٥ (via Opera News )
تعليقات