هو استاذ الكتابات الإنسانية بلامنازع، أحبه جمهور القراءة وحرص على متابعته من خلال جريدة الأهرام العريقة في باب بريد الجمعة ، فكان يتصدى شخصيًا أو من خلال مكتبه وطاقمه المعاون لمساعدة الناس وحل مشاكلهم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو صحية، إنه الكاتب الصحفي الراحل عبدالوهاب مطاوع.
اسمه بالكامل محمد عبد الوهاب مطاوع ، واشتهر بعبد الوهاب مطاوع وهو كاتب صحافي مصري، عمل في جريدة الأهرام قبل تخرجه من الجامعة وبعده مباشرةً، تدرج في المراكز الصحفية حتى شغل منصب مدير التحرير في جريدة الأهرام العريقة وترأس تحرير مجلة الشباب، كما أشرف على باب بريد الأهرام اليومي و باب بريد الجمعة الأسبوعي بجريدة الأهرام منذ عام 1982 و حتى وفاته، حتى استحق لقب " صاحب القلم الرحيم".
كان عبد الوهاب مطاوع يستخدم أسلوبًا أدبيًا راقيًا في الرد على الرسائل التي يختارهابعناية من أجل النشر من بين آلاف الرسائل التي تصله أسبوعيًا، فكان أسلوبه يجمع بين العقل والمنطق والحكمة، ويسوق في سبيل ذلك الأمثال و الحكم و الأقوال المأثورة ، و كان يتميز برجاحة العقل وترجيح كفة الأبناء وإعلاء قيم الأسرة فوق كل شيء أخر.
ظل يحرر باب بريد الجمعة لما يقرب من ربع قرن من الزمن، وخلال عهده انتشر بابه الأسبوعي وأصبح من أسباب زيادة التوزيع لعدد الجمعة.
وكان أهم ما يميز شخصيته هو الجدية في العمل، وتواضعه مع من حوله والدقة في التعامل مع مشاكل وتبرعات القراء. وله52 كتابًا، بعضها نماذج مختارة من قصص بريد الجمعة وردوده عليها، بينما يتضمن البعض الأخر قصصًا قصيرة أدبية ومقالات من أدب الرحلات.
الكاتب عبد الوهاب مطاوع ولد في 11 نوفمبر عام 1940 بمدينة دسوق فى كفر الشيخ ،وأكمل مراحل تعليمه الأولي، قبل انتقاله إلى القاهرة ، والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج من قسم الصحافة عام 1961.
عمل ناقدًا رياضيًا بالأهرام فى بداياته، وفي الستينيات كتب سلسلة من التحقيقات الرياضية بملحق الأهرام الرياضي تحت عنوان "شخصية الملاعب" و كان يوقعها بإسم "رياضي" و لم يوقعها باسمه الصريح إلا متأخرًا بعدما أوشك تقريبًا على التوقف عن كتابتها، ونالت سلسلة التحقيقات تلك اهتمام القراء .
الكاتب الراحل كان متزوجا ورحل تاركا اثنين من الابناء هما كريم وريم كما أنه كان صديقًا مقربًا للكاتب أحمد بهجت وأخرون.
توجه مطاوع إلى بريطانيا في ابريل عام 1977 م، وأقام في بيت للطلبة من أجل الالتحاق بدورة دراسية عن الصحافة ، وهذه الفترة من حياته سجلها في كتابه" يوميات طالب بعثة" وصدرت طبعته الأولى عام 1987 .
تصنف كتابات الراحل خاصةً ردوده في بريد الجمعة على أنها لون من ألوان أدب الرسائل ، وهو أحد ألوان الأدب العربي التي كادت تندثر لولا جهود أدباء مخلصين لهذا اللون من الأدب وعلى رأسهم مطاوع.
وله ٣ مجموعات قصصية وإسهامات ملحوظة أيضا في أدب الرحلات، ومن أهم كتبه في هذا الباب سائح في دنيا الله (حول العالم في 30 سنة) وكتاب قدمت أعذاري و يوميات طالب بعثة.
باب بريد الجمعة الأسبوعي تسلمه من الصحفي محمد زايد عام 1982، واستمرت رحلته مع الباب 22 عامًا، وحاز الباب على شهرة واسعة في حل المشاكل الإنسانية التي كانت تجذب القراء في عدد الجمعة، كما نُشرت به بعض أغرب القصص الإنسانية والمشاكل الشخصية والأسرية التي استفاد الناس من ردود مطاوع عليها، وكان يطعمها باقوال الحكماء والأنبياء والفلاسفة وكبار الكتاب، وكان لا يقسو على صاحب المشكلة في الرد مهما كان حجم ما اقترفه من ذنب، بل كان يسعى دائمًا لمساعدة صاحب المشكلة، وكان يستقبلهم أحيانًا في مكتبه، أو يوجههم لمن باستطاعته مساعدتهم على حل مشكلاتهم.
وترقى عبد الوهاب مطاوع في جريدة الأهرام حتى أصبح سكرتيرًا للتحرير عام 1982 ، ثم نائبًا لرئيس التحرير عام 1984 ، و مديرًا للتحرير والدسك المركزي بالجريدة، ورئيسًا لتحرير مجلة الشباب التي تصدر عن جريدة الأهرام وتحولت فى عهده وعلى يديه من مجلة جامدة علمية ومتخصصة إلى مجلة شبابية إنسانية شاملة ، وارتفع توزيعها من ٢٠٠٠نسخة شهريًا إلى ١٦٠ ألف نسخة فى الشهز
وكان عضوًا بمجلس إدارة جريدة الأهرام، وعضو مجلس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة كأستاذ غير متفرغ من الخارج، وحصل على جائزة علي أمين و مصطفى أمين عام 1992 كأحسن كاتب صحفي في المسائل الإنسانية.
رحل فى صباح الجمعة 6 أغسطس 2004 عن عمر يناهز 63 عامًا بعد مضاعفات فشل كلوي ومتاعب بالقلب ، ودفن في مسقط رأسه دسوق. صديقه أحمد بهجت نعاه قائلاً: " مات وتراب الطريق على قدميه" في إشارة إلى كد وتفاني مطاوع في العمل حتى أخر لحظة في عمره.
صدر لعبد الوهاب مطاوع 52 كتابًا بعضها يتضمن نماذج مختارة من قصص بريد الجمعة الإنسانية وردوده عليها، أما البعض الأخر فيتضمن مقالات في أدب الرحلات قصصًا قصيرة وصورًا أدبية. تتولى حاليًا الدار المصرية اللبنانية نشر مؤلفاته.
المصدر
https://www.ida2at.com/abdul-wahab-mutawa-voice-heaven/
Content created and supplied by: عبدالفتاح2020 (via Opera News )
تعليقات