شعور لا يوصف، وصعبٌ هو الشعور بكونك غير محبوباً، تحاول جاهداً العيش بجسدك فقط، نتطفئ روحك، وتنطفئ ابتسامتك ، تود أن تشكي همك وحزنك للعالم لكنهم لن يشعروا بك، وهذا ما حدث مع بطلة قصتنا اليوم ندى عجمي، فتاة تعيش في أسرة بسيطة الحال، يعمل أبيها باليومية، التي بالكاد تكفى كوت يومهم، كانت تعمل وهي في الجامعة، حتى توفر مصاريف جامعتها، هي فتاه بسيطة بشدة، وقنوعه، وتتمتع بسمعة، طيبة وأخلاق، عاليه، ورغم بساطة الحال، إلا أن ندى لا ترد سائلاً ابداً، ومحبوبة من زميلاتها في الجماعة، تخرجت من جامعة الأزهر، كلية اللغة الغريبة، بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، فلذلك حاولت أن تساعد والدها في المصروفات، فقامت بالعمل معلمة لغة عربية، في إحدى المراكز.
وعندما أصبح عمرها 24 عاماً تقدم لخطبتها خالد محسن "ابن خالتها حسنية" بناء على رغبة والدته، فقد اوصت خالته والدته بأن تحافظ عليها ابنتها ندى، فلذلك أصرت والدة خالد عليه أن يخطب ابنة خالته، رغم انه أخبرها أنه يحب فتاة بشدة، لكنها رفضت بشدة، وقالت له "إذ لم تتزوجها سأكون غاضبة عليك" حاول خالد مراراً وتكرار مع والدته وأن زواجه من ابنه خالته، سيكون بمثابة ظلم لها، فهو فتاه أخرى، وقلبه معلق بها، فهو شاب ذو أخلاق عالية، ويخاف الله، لكم والدته لم تغير من رأيها وقالت أنه شاب ذو أخلاق عالية، وبنت اختها ندى، أولى أن تتزوجها، حتى تصونها، وتعيش حياة سعيدة معك ، فاضطر خالد في النهاية، الانصياع لرغبة والدته حتى لا يكون سبباً في أحزانها، وتقدم خالد إلى والد ندى يطلب يدها للزواج، فرح العك عجمي بشدة، وتم إقامة حفل الخطوبة.
لاحظت ندى أن خالد لا يبدوا سعيداً، ويبدوا أن شيئاً ما يضايقه، فلذلك طلبت من أبيها وخالتها أن ينفردا ببعض الوقت، وقالت ووجهت كلامها لخالد وقالت له "هل أنت مغصوب على هذا الزواج، أو يوجد شئ يضايقك لأنك لا تبدوا سعيداً، اذا كان يوجد شئ، فاخبرني وسأقول لأهلي أنني لا أريدك"، لكن خالد، قال لها انه لا يوجد شئ، وأنه مرهق من العمل، لم يود خالد أن يقول الحقيقة حتى لا يحزن والدته، وبالفعل تم حفل الزفاف، وبعد مرور سنة أنجبت ندى له ولد اسمه محسن علي اسم والد زوجها، حاول خالد أن يحبها، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، خرجوا معاً للتنزه، وبدأ يغدقها بالهدايا لكنه كل ذلك، لم يفلح في أن يحبها، فقلبه تمتلكه فتاه يحبها بشدة، لذلك قرر أن يصارحها، فهو يتعامل معها بنفاق، يظهر لها محبته، لكنه لا يحبها.
وفى يوم من الأيام قرر مصارحتها بمشاعره نحوها ،خاصة بعد وفاة والدته، بعد مرور خمس سنوات على الزواج، وأصبح عمر محسن أربع سنوات، ويعيش خالد يومياً فى الإحساس بالذنب والخيانة فهى لا تستحق منه هذا، فهي فتاه جيدة، وذات خلق عالي ، وبالفعل جاء يوم من عمله، وأحضرت له زوجته الغذاء لكنه تجاهله تماماً وقال لها أنه يريد أن يتحدث معها فى أمر هام، أصابها بعض القلق، من تعابير وجهه، وأصابه هو بعض التردد، ولكنه حزم أمره، وقال لها بعد أن أغمض عينيه اريد ان اصارحك بأمر ما، أنا لا أحبك وأحب امرأة أخري منذ زمن طويل، ولكنى لا أستطيع أن أجمع بينكما سوياً، لكوني لا أمتلك المال، فقد تزوجتك ارضاءاً لرغبة والدتي، وكنت اتحمل ذلك لأجل أمي، أما الان فلا يوجد شئ اتحمل لأجله، حاولت مراراً وتكرارً أن أحبك، لكن قلبي مع فتاه أخرىولذلك أن مضطر إلى الطلاق".
كانت ندى تسمع كلام خالد وقلبها يتحسر من الألم، فهي فتاة تريد وتستحق الحب، وحزنت بشدة، وكانت تريد أن تلومه لكونه لم يصارحها في الخطوبة، لكنها ايقينت أن كل ذلك لن يفيد بشئ ، فلذلك اخفت صدمتها وحزنها ورجعها، وجاءت ردة فعلها منافية تماماً لكل ما توقعه خالد، فهى لم تغضب، ولم تتهمه بالخيانة، وذلك أقل ما كان يتوقعه خالد، بل اكتفت فقط بإبتسامة هادئة وقالت له : أنا موافقة على الطلاق ولكن بشرطين، الشرط الأول هو أن تؤجل طلاقنا لأسبوعين فقط وذلك حتى ينتهي إبننا الوحيد من أداء إمتحانات نهاية العام، وحتى لا تتأثر نفسيته، ودراسته، فبالطبع هو متفوق في دارسته، ويحصل على العلامات النهائية في الاختبارات كل عام.
والشرط الثانى أن تأتي إلى المنزل في الليل، ولا يعود أثناء النهار، تعجب الزوج من شروط زوجته لكنه حيث كان مستعداً لفعل أى شئ فقط حتى يحظى بحب عمره، التى ظل يتمناها دوماً، وبالفعل أجل الزوج قرار طلاقة لمدة أسبوعين بناء على رغبة زوجته ندى، وكان طوال الأسبوعين يقضي الليل َع زوجته وطفله محسن، وهكذا حتى انتهى الأسبوعين، شعر خالد بمشاعر ناحية ندى، لكنه سرعان ما صرفها عنه، حتى يتزوج بحب عمره، وعندما انتهى الأسبوعين، عاد خالد إلى المنزل، ووجد زوجته ندى ترقد على السرير دون حركة، ووجد بجانبها رسالة تخبره أنها احبته بشدة، وتوصيه أن يعتني بطفله خالد، ولا يفرط به، وتخبره أنها كانت مصابة بالسرطان.
ولم تود اخباره خوفاً من حزنه، وأنه كانت تظن أنه يحبها، وكتبت له أيضاً أنها كانت تطلب منه أن يأتي في الليل، حتى لا يشاهدها وهي تتألم من الكيماوي، وتختم رسالتها بتأكيد عليه أن يعتني بطفله محسن ، بكى الزوج بشدة وشعر بأنه السبب في موتها، فلذلك ترك حبيبته السابقة، وكرس حياته لخدمة ابنه، لذلك ادعوا كل ألا تجبري ابنك على الزواج من اخري طالما يحب فتاة، ولا تكوني سبباً في تدمير حياته وحياة زوجته مثل حياة ندى وخالد ، بل احرصِ على أن يدخل الباب من بابه كما يقولون ويطلب يد الفتاة التي يحبها حتى تكون سبباً في الحب الحلال.
الفائدة من القصة؛ لا تفرضي رأيك على ابنك، طالما أنه يوجد في قلبه فتاه أخرى، ولنكن صرحاء مع أنفسنا هذه القصة تحدث كثيراً، في مجتمعنا، فلذلك لأجل سعادة ابنك، اتركيه يتزوج من يحبها، ولأجل الا تخدعي فتاه اخري وتتسببين في كسر قلبها، لا تجبري ابنك على الزواج بمن لا يرديها زوجته، واعتبريها ابنتك، فهل ترضي أن تتزوج ابنتك شخص يحب غيرها،وفي الختام اتمنى لكم قراءة ممتعة، واتمنى أن تنال القصة اعجابكم، وشكراً لكم.
Content created and supplied by: سميةخالد (via Opera News )
تعليقات
MonFitv
02-22 19:52:42good evening