لا أحد منا يختار حياته ولا شكله ولا يتحكم في حياته بل لكل شخص رزقه لكن ينبغي علينا نحن البشر أم نرحم بعضنا البعض ولا نجعل الأنانية تتمكن منا وهذا ما تتحدث عنه قصتنا اليوم، اسمي نادية على أبلغ من العمر ٣٠ عاماً متزوجة من على ٣٥ عاماً، شاءت الاقدار أن أعاني من مشكلة في الرحم تجعل الأطفال التي انجبهم يولدون بإعاقة، لدي أربعة أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعانون من مشكلة في المخ.

رضيت بقدر الله بعدما أنجبت أول طفلين لكن أصدقائي ألحوا عليا أن أنجب مرة أخرى لعل أن يكون الطفل سليم، وبالفعل حملت مرة أخرى برغم أن الطبيب حذرني من الحمل مرة أخرى وعندما وضعت كان الطفل الثالث مثل أشقائه وهكذا الطفل الرابع، فالأطفال يحتاجون لرعاية خاصة، وفي آخر اليوم انام من التعب ولا أشعر بنفسي، اوجعني طفلي الأول عندما رأيته يقف أمام النافذة ينظر للأطفال ويقول لي بصوت متقطع "اريد أن ألعب معهم يا أمي".

بكيت بشدة وشعرت بأنني أم أنانية حبي للامومة أعماني فرغم أن الطبيب حذرني منذ البداية من الإنجاب حتى لا يكون الأطفال معاقين لكني لم اسمع كلامه وأنجبت أربعة أطفال وفي النهاية هم من يعانون، نظرة المجتمع لهم نظرة قاسية، بكيت حتى ارتفع صوت بكائي، وقلت لنفسي "لماذا فعلت بهم ذلك، لماذا انجبتهم واجعلهم يعانون طول حياتهم، يا ليتني سمعت كلام الطبيب".

تمالكت نفسي وأخذت عهداً على نفسي أن ارعاهم، ولا افكر بالانجاب مرة أخرى جاءت صديقة لي في زيارتي واقنعتني أن اجرب حظي في الإنجاب لعلها تفلح هذه المرة ونجحت في اقناعي، وبالفعل اقنعت زوجي وأنجبت مرة أخرى، وولد الطفل معاقاً أيضاً، حضنته وبكيت شعرت بذنبه، صرت اندم على سماعي لنصيحة صديقتي، وعندما علم زوجي أني أنجبت ولداً معاقاً للمرة الخامسة غضب، وقال لي لماذا لم تسمعي كلام الطبيب، وطلقني وقال لا أريدك في هذا المنزل بعد الآن.

وها أنا الآن أجلس في المنزل وسط خمسة أطفال لا حول لهم ولا قوة، لا أجعل احد يراهم خوفاً من نظرته لهم، أخاف عليهم من المجتمع، افكر ملياً من سيرعاهم بعدي نعم أعلم أم الله لن يتركهم لكن الكل سيتخلى عنهم بعد موتى، أشعر بالذنب تجاههم وبأني السبب فيما هم عليه الآن، لذلك اوجه رسالة الى كل ام انجبت طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وحذرك الطبيب من الإنجاب مرة أخرى ، ارضى بقضاء الله فإذا أحب الله عبداً ابتلاه واصبري واحتسبي، ولا تسمعي كلام أي شخص ينصحك بالإنجاب مرة أخرى، فأولادك هم من سيعانون بعدك، فالمجتمع الذي نعيش فيه مجتمع قاسي لا يرحم أحد.

Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )