في أحد الأيام وقبل صلاة العصر جاءت سيارة مسرعة ًبسرعةٍ جنونية وصدمت شاباً كان يمشي في الطريق، أمام باب معرضٍ للسيارات وتوفي في الحال وتمكن السائق من الهرب بسرعة ولكن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليه في نفس اليوم، وعند البحث في الأوراق التي كانت بحوزة الشاب المتوفي، تبين أنه كان قدم للبحث عن عملٍ في معرض السيارات الذي توفي أمامه، ونُقِل هذا المتوفى إلى إحدى المستشفيات وحُفِظ في الثلاجة ومضى أسبوعين ولم يسأل عنه أحد.
وفي ذات يوم اتصل ضابط شرطة تقي بهاتف منزل المتوفي بالحادث، والذي وجد رقمه من خلال الأوراق التي كانت بحوزته، فردت عليه سيدة شابة فسألها أين فلان؟ فقالت أنا زوجته وهو مُتغيب وغير موجود، لقد خرج منذ أسبوعين للبحث عن عمل ولا نعلم عنه شيئاً، وأنا وطفلي الإثنين ننتظر عودته كل يوم.
بدأ الضابط يفكر في أمرها وكيف يبلغها بأمر وفاة زوجها وبعد يومين اتصل بها وابلغها بالأمر فحزنت حزناً شديداً وبكت ثم طلب منه أن ترسل له أي أحد من الأقارب حتى يتابع القضية، فأبلغته بأنه لا يوجد لهم أي أقارب فتابع الضابط موضوع هذه الأرملة بنفسه، حتى دفن الزوج وحكمت المحكمة على السائق بدفع الدية للأرملة، فأخذ هذا السائق يماطل بالدفع ويقول إنني لا أملك شيئاً ولا أستطيع الدفع لها واستطاع ان يحضر صك إعسار من إحدى المحاكم وبشهادة إثنين وطويت القضية على إنه مُعسِر وسيتم سداده لهذه الأرملة عندما تتحسن حالته المادية.
فأخذت الزوجة الأرملة تدعو ربها أن ينتقم منه إذا كان كاذباً ويتهرب من دفع حقوقها هيا وأطفالها، وظل الضابط يجمع للأرملة وطفليها بعض النقود ويعطيها إياها كل شهر، ويدلها على بعض الجمعيات الخيرية التي تساعدها، ومرت الأيام وبعد ستة شهور بالضبط من الحادث الأول، كان هذا الضابط مناوباً في المساء، وإذا بمكالمة هاتفية تأتي لقسم الشرطة ويرد هو عليها، وإذا بخبر حادث سيارة أمام نفس معرض السيارات، فذهب لنفس موقع الحادث للتحقيق فيه، فوجد أن سيارةً قبل صلاة العصر صدمت رجلاً ومات في الحال.
وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته، كانت المفاجأة المذهلة، التي تيقن الضابط من خلالها أنه لا شيء يضيع عند رب العباد، وقد تبين له أن الرجل المتوفى هو نفس الشخص الذي صدم الشاب في حادثة سيارة من نصف عام، ومات في نفس المكان أمام معرض السيارات وبنفس الموعد قبل صلاة العصر وبعد نصف عامٍ من الحادثة الأولى، ومما زاد من المفاجأة أن المتوفي في الحادث جاء يمشي للدخول إلى معرض السيارات ومعه شيك ليدفعه للمعرض لشراء سيارةٍ جديدةٍ له، بينما الشاب الأول كان في الطريق للبحث عن عمل، فذهب الضابط إلى القاضي الذي سيتولى الحكم بموضوع هذا الرجل، وأخبره بما كان من الرجل المتوفي الثاني من وعد بدفعه الدية لأرملة المتوفي الأول.
وعندما طلب القاضي الذي حكم في الحادث الثاني، الدية من صاحب السيارة التي صدمت الرجل الثاني قام بدفعها فوراً، وحكم القاضي بأن تكون هذه الدية نصيباً لأرملة الشاب الذي ظلمه هذا الميت، فحمد ضابط الشرطة التقي ربه، وكذلك فعلت الأرملة الشابة التقية التي علمت تماماً أن دعوة المظلوم مستجابة من الله عزوجل وأن الله يمهل ولا يهمل أبداً.
Content created and supplied by: AymanSalem (via Opera News )
تعليقات