الحكايه بدأت عندما كنت طالبه فى السنه الاولى بكليه العلوم ، وربما كانت أحلامى تختلف تماما عن اى فتاه اخرى فى مثل هذا العمر ، حيث كنت احلم يوما أن اكون عالمه أو باحثه فى إحدى المجالات العلميه .
وكان كل شغفى وتفكيرى فى الحياه يتجه نحو هذا الحلم ، ولذلك كان أكثر شئ اهتم به فى الحياه ، هو البحث والاطلاع عن سيره العلماء الذاتيه وكيف كانت مسيره حياتهم .
ومرت الايام سريعا وكنت كلما عبرت مرحله دراسيه فى الجامعه ، كنت انتظر المرحله التى تليها بشغف وحب كبير ، وكانت مسيرتى الدراسيه ناجحه للغايه ، وكان الجميع يتعجب من موهبتى فى الدراسه والتفوق الكبير الذى كنت احققه فى هذا المجال .
ومرت السنوات سنه خلف الأخرى ، وتخرجت بتفوق كبير ، وبسبب النجاح الذى حققته تم تعيينى فى إحدى المراكز التعليميه الكبيره ، وكنت اعمل كمحاضره فيها ، وفى نفس الوقت كنت أعمل تجارب على إحدى الأبحاث التعليميه ، وكان هذا البحث فى حاله نجاحه سوف يحقق طفره كبيره فى مجال العلم .
وبسبب هذا البحث ، رفضت كل عروض الزواج أو الارتباط ، لكى تتفرغ حياتى للعلم فقط ، ومرت الايام وتقدمت كثيرا فى هذا البحث ، وكنت دائما اراجع مع الاساتذه الكبار فى هذا التخصص ، وكان الجميع يأمل أن يحقق هذا البحث نجاح ساحق .
واخيرا وبعد رحله طويله استمرت خمس سنوات من العمل والاجتهاد ، انتهى البحث وكنت سعيده للغايه ، واستطاعت أن أخذ ميعاد لمناقشته والتعرف عليه ، وذات يوم كنت فى إحدى الاماكن أناقش هذا البحث مع إحدى الاساتذه ، وأثناء عودتى تعرضت للسرقه عن طريق اثنين من الرجال ، واثناء السرقه قاومت كثيرا معهم ، ليس دفاعا عن نفسي ، ولكن دفاعا عن البحث الذى كان يحمل كل طموحاتى ، ولكنهم كانوا اقوى منى استطاعو أن ينتزعو منى الحقيبه التى يوجد بها جهد السنوات ، ودفعنى اللص فااصطدمت بااحدى الاعمده فى الطريق ، وأثناء ذلك استطاعت إصابته فى رقبته فى خلال الشجار ، ولكن فى النهايه أخذوا الحقيبه .
وبعدها فقدت الوعى وتم نقلى إلى المستشفى ، وبعدما عاد إلى الوعى وتذكرت ماحدث ، دخلت فى حاله نفسيه سيئه للغايه ، أدت إلى دخولى فى غيبوبه طويله الأمد !
واستمرت هذه الحاله معى لفتره ثلاث سنوات متصله ، أصبحت فيهم انسانه تنتظر الموت فقط ، انسانه أصبحت شبح فقد كل شئ فى حياته بسبب هذه الحادثه التى دمرت حياتى .
وحاولت عائلتى على قدر المستطاع اعادتى للحياه ، ولكن كان الأمر يبدو صعبا للغايه ، وكنت اسكن غرفتى لا افارقها ابدا .
ومرت الايام على هذا الوضع ، حتى جاء عمى ذات يوم وقال لأبى أن هناك عريس قادم من اجلى ويريد الزواج منى !! وقال لوالدى أنه حدث هذا الشاب عن حالتى وأنه متقبل الأمر وسوف يعتنى بى كثيرا .
وحاول والدى اقناعى بالزواج ، ولكنى كنت أرفض حتى مجرد نقاش الفكره ، ولكن مع محاولات العائله والاصدقاء ، وحتى تدخل بعض الأطباء النفسيين وقالوا إن خطوه الزواج سوف تكون جيده ، وقد تكون خطوه كبيره للعوده للحياه السابقه .
وبعد أحاديث طويله وافقت فى النهايه ، وبمجرد أن وافقت تم الارتباط مباشره ، وكانت حفله الخطوبه هى أول مره اشاهد فيها العريس ، ولم انتظر معه كثيرا حيث جلست بجانبه لمجرد دقائق بسيطه ، وشعرت بعدها بالاختناق وعدت إلى غرفتى مره اخرى .
ولذلك لم يضيع والدى وقت طويل وتم تحديد موعد الزفاف بعد عشره ايام فقط ، وحاولت التأجيل كثيرا ، ولكن والدى كان اتخذ القرار ، وكان الجميع يدعمه.
ومرت الايام سريعا ، وتمت التجهيزات كلها فى وقت قصير ، وجاء يوم الزفاف ، وتولى اصدقائى واخوتى عمليه التجهيز وتزيين العروس من أجله حفله الزفاف ، وبعد عده ساعات قليله انطلقنا إلى حفله الزفاف .
وبدأت الحفله وانا أشعر اننى انسانه غريبه فيها وليست حفله زفافى ، وكان يحاول زوجى الاقتراب منى كثيرا والحديث معى لكى اعتاد سريعا على أجواء الحفل ، وربما كانت هى المره الاولى التى يتحدث بها معى ، وأثناء حديثه معى واقترابه منى اكتشفت كارثه .
حيث رأيت جرح فى رقبته فى نفس المنطقه التى جرحت فيها اللص أثناء الحادثه التى تعرضت لها ، ولذلك لفت انتباهى كثيرا ، وبدأت تعود بى الذاكره إلى تفاصيل الحادث ، وحاولت كثيرا التذكر ، حتى أننى رأيت نفس العيون التى هاجمتنى ، وفى يوم الحادثه كنت كشفت نصف وجه اللص ، وكان هناك منطقه فى رأسه بها شعر ابيض ، وعندما نظرت إلى راسه وجدت نفس الشعر !!
لحظتها أدركت أن زوجى هو اللص الذى دمر حياتى ، وضيع مستقبلى ، والحياه بالنسبه لى انتهت بسببه ، وكنت فى هذه اللحظه انسانه أخرى غير التى اعرفها ، وأثناء ذلك جاء عرض التورته التى تقدم فى الزفاف ، واعطانى أحد الأشخاص السكين لكى يتم تقطيع التورته ، ولكنى اخذت السكين وطعنت زوجى أمام الجميع ، وكانت صدمه لكل الموجودين فى حفل الزفاف ، رأيته وهو يموت أمام عينى على مافعله معى !!
وأثناء خروج روحه واجهته بما فعله ، والغريب أنه اعترف بما فعله ، وكان نادما وجاء الزواج منى لكى يكفر عما فعله ، ولكن كان الأوان قد فات ، فقد قتلته .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات