ابنتان تخفيان جثة الأب في البيت لشدة حبهما له.. حادثةٌ فيها ما فيها!
تعلقت الشقيقتان بأبيهما، بعدما أحسن رعايتهما والقيام على شؤونهما لسنواتٍ عديدة بعد وفاة أمهما، ولم يكن في حسبانهما أن أبيهما بشرٌ وسيموت، وأن عليهما دفنه. كانت الفتاتان تريدان حضور أبيهما في البيت؛ حتى لو كان جثةً هامدةً، وهما ليستا صغيرتين، فهما حاصلتان على مؤهلٍ جامعي، لكنه الحب وشدة التعلق بهذا الأب.
بدأت صدمة الفتاتين بوفاة والديهما؛ بعدما شعرا أن هذا الشخص الذي يعني لهما الحياة لا يجب أن يبرح البيت، فتعاملا معه كما لو كانا نائمًا، ووضعا على جسمه بعض المرطبات وأشعلا أعواد البخور في الشقة؛ حتى لا تؤذي رائحة تعفن الجثة الجيران، لكنهما وإن نجحا في إخفاء الأمر عن جيرانهما؛ لم ينجحا في إقناع شقيقه الذي كان دائم التردد عليه بالعدول عن زيارته.
تعددت زيارات عم الفتاتين لشقيقه، لكن الأعذار كانت محل شك، وبعدما رداه مرة تلو الآخرى بحجة أنه نائم أو بحججٍ أخرى؛ أصر العم في إحدى المرات على الدخول إلى البيت واكتشف المأساة. ابنتان غسلتا أبيهما ولفت جثمانه بشاش وحرصنا على تطهيره وترطيب بشرته بالكريمات والمستحضرات الأخرى؛ ظنًا منهما أن ذلك سيحول دون تحلل الجثة.
انكشف الأمر للأمر، وما أن أفاق من صدمته؛ شرع في اتخاذ الإجراءات اللازمة وأبلغ الأمن، وبدأت التحقيقات التي رأت أن الفتاتين بحاجة إلى علاجٍ نفسي، لأن من يقدم على فعل أمرٍ كهذا لا يمكن أن يكون طبيعيًا. لكني أعتقد أن الحب يفعل ما هو أكثر، وربما خلت البنتان من الأمراض النفسية والعصبية، وربما كانت شدة تعلقهما بأبيهما سببًا للاحتفاظ به بضعة أيام قبل الفراق.
يا الله! أيوجد في الأرض مثل هذا الحب؟ ابنتان تتعلقان بأبيهما لهذا الحد، والله إن القلب حزينٌ على وداعهما له، ومهما كانت التحقيقات الخاصة بما حدث، بعدما أبلغ الأب عن الواقعة، ستظل هذه القصة حاضرة في ذهني، لأني كنت أفكر فيها يومًا. رحم الله الأب وألهم ابنتيه الصبر وربط على قلوبهما وجمعهما بأبيهما في الجنة.
المصدر:
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات